اقامت كلية العلوم الاسلامية في جامعة كربلاء مؤتمرها العلمي الدولي الخامس ، بمشاركة (55) باحثاً من (50) جامعة من العراق والدول المجاورة ، لترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري، ومواجهة ثقافة الكراهية والتطرف والعنف .
وقال رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور باسم خليل السعيدي ان جامعة كربلاء سنويا تحتضن هذا المؤتمر العلمي الذي يهدف الى بناء وترصين المنظومة القيمية للمجتمع وإننا نتشرف وسعداء ونحن نعيش هذه الأجواء العلمية بعقد المؤتمر العلمي الدولي السنوي الخامس لكلية العلوم الاسلامية مؤكداً على ضرورة دراسة الإسلام وحضارته دراسة علمية منهجية على وفق قواعد البحث العلمي الرصين بما يتفق وعظمة الإسلام ومكانته العلمية وعظمة الحضارة الاسلامية والتي تجسدت في نهج السيدة الزهراء عليها السلام.
الى ذلك قال عميد الكلية الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي : ان بيئة محافظة كربلاء الموغلة في القداسة ، اضاف على الجامعة بصورة عامة وكلية العلوم الاسلامية بصورة خاصة واجباً غير تقليدي في ممارساتها الاكاديمية والعلمية وفي اسلوب العمل، وكذلك طبيعة الانشطة والفعاليات وطرق صياغتها وفق روح مستندة الى الارث العقائدي والانساني للمدينة ، مبيناً ان القائمون على المؤتمر حرصوا على ان يكون محور مؤتمرهم المنهج القويم في صلاح الامه لتصحيح المعتقدات والافكار المنحرفة لما لهذا المحور من اهمية بالغه في صياغه سلوك الانسان و بناء بيئة حضارية تليق به مؤكداً ان تأصيل القيم وترسيخها في الانسان ضرورة و حاجة ملحة لا بديل عنها لترتقي به في سلم التكامل النظري والعملي.
واضاف العميد ان المؤتمر تناول محاور في الدراسات العقدية والفكرية ودراسات الحضارة والانسان الى جانب الدراسات القرآنية والتفسيرية والدراسات الفقهية والاصولية والدراسات اللغوية والادبية والدراسات النفسية والتربوية والاعلامية لتستوعب هذه المحاور مجالات الحياة كافه ويأخذ الباحثون القدر الوافر من مساحة الفكر الاسلامي.
لا فتاً الى حجم الازمات على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية، الناجمة عن اختلال النظام القيمي والاجتماعي مؤكداً ان الحل هو العودة الى الدين الاسلامي القويم كونه دين القيم العليا والمثل السامية والابعاد الانسانية ودعوة للتوازن والاعتدال والثبات والشمولية ملبياً احتياجات الانسان غير المتناهية.
من جهته قال معاون العميد للشؤون العلمية الاستاذ الدكتور مسلم مالك الاسدي : ان المؤتمر المنعقد تحت شعار( الزهراء (عليها السلام) عقيدة ومنهج) ناقش مبادئ التعايش السلمي في المجتمع من خلال سِيرةُ الزَّهراء (عَليهَا السَّلامُ) ومنهجها في مخاطبة الآخر ، فضلاً عن دور الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في ضل الثورة التكنلوجية التي ازالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الشعوب والأمم مما يجعل التعايش السلمي ضرورة ملحة، وحاجة أساسية لتوليد التعاون والتكامل بين مختلف الشعوب ورد الشبهات عن الاسلام وبث روح التسامح في المجتمع.
مبيناً ان الباحثين خلال المؤتمر قدموا دراسات ورؤى مبتكره ووضع اليات رسم معالم تفعيل المنظومة القيمية .
وخلص المؤتمر الى تأسيس مركز ابحاث الزهراء (ع) يكون بمثابة وحدة ادارية مهمته التعريف بعلوم الزهراء عليها السلام والتثقيف بمنهجها في العقيدة والفكر والعلوم والاخلاق والآداب ؛ فضلاً عن اقامة المحاضرات وورش العمل ويكون المؤتمر العلمي من صميم عمله ؛ الى جانب ضرورة توجيه الرؤى والمفاهيم من خلال اعتماد خطاب اسلامي انساني موحد معتدل على منهج القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تشكل سيرة السيدة الزهراء (ع) محوراً رئيسياً مهما من محاور الوحدة ، ومصدراً من مصادر القوة لدى المسلمين ، يستلزم عليهم التمسك به والحفاظ عليه، لا سيما في ظل الظروف الراهنة، التي تحمل في طياتها أخطر أنواع التحديات للإسلام والمسلمين ، واوصى المشاركون باعتماد سيرة السيدة الزهراء (ع) وخطبها ضمن المناهج الدراسية ، للاقتداء بها ، والافادة من سيرتها (عليها السلام) لتعزيز دور المرأة في المجتمع وفي بناء الاسرة.