بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي
ذ ب ح
بِذِبْحٍ عَظِيمٍ:
- من لا يحضره الفقيه: وسُئِلَ الصَّادِقُ (ع) : { وفَدَيْناهُ بِذِبْح عَظِيمٍ}([1]) يَعْنِي بِكَبْشٍ أَمْلَحَ يَمْشِي فِي سَوَادٍ ويَأْكُلُ فِي سَوَادٍ, ويَنْظُرُ فِي سَوَادٍ, ويَبْعَرُ فِي سَوَادٍ, ويَبُولُ فِي سَوَادٍ, أَقْرَنَ فَحْلٍ وكَانَ يَرْتَعُ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ عَاماً([2]).
- الخصال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ, قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ, عَنْ أَبِيهِ, عن أَبي الْحَسَنِ عَلِيَ بْنَ مُوسَى الرِّضَا (ع) عَنْ مَعْنَى قَوْلِ: {بِذِبْح عَظِيمٍ}([3]) بِكَبْشٍ أَمْلَحَ([4]) يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ويَشْرَبُ فِي سَوَادٍ ويَنْظُرُ فِي سَوَادٍ ويَمْشِي فِي سَوَادٍ ويَبُولُ ويَبْعَرُ فِي سَوَادٍ وكَانَ يَرْتَعُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ عَاماً ومَا خَرَجَ مِنْ رَحِمِ أُنْثَى وإِنَّمَا قَالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ لَهُ كُنْ فَكَانَ لِيَفْدِيَ بِهِ إِسْمَاعِيلَ فَكُلُّ مَا يُذْبَحُ بِمِنًى فَهُوَ فِدْيَةٌ لِإِسْمَاعِيلَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة([5]).
- الخصال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْعَطَّارُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيبَةَ النَّيْسَابُورِيُّ, عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ, قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا (ع) يَقُولُ: لَمَّا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إِبْرَاهِيمَ (ع) أَنْ يَذْبَحَ مَكَانَ ابْنِهِ إِسْمَاعِيلَ الْكَبْشَ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ تَمَنَّى إِبْرَاهِيمُ (ع) أَنْ يَكُونَ قَدْ ذَبَحَ ابْنَهُ إِسْمَاعِيلَ بِيَدِهِ, وأَنَّهُ لَمْ يُؤْمَرْ بِذَبْحِ الْكَبْشِ مَكَانَهُ لِيَرْجِعَ إِلَى قَلْبِهِ مَا يَرْجِعُ إِلَى قَلْبِ الْوَالِدِ الَّذِي يَذْبَحُ أَعَزَّ وُلْدِهِ عَلَيْهِ بِيَدِهِ فَيَسْتَحِقَّ بِذَلِكَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ أَهْلِ الثَّوَابِ عَلَى الْـمَصَائِبِ, فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَيْهِ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ أَحَبُّ خَلْقِي إِلَيْكَ؟ فَقَالَ يَا رَبِّ مَا خَلَقْتَ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ’, فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ نَفْسُكَ؟ قَالَ: بَلْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي, قَالَ: فَوُلْدُهُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ وُلْدُكَ؟ قَالَ: بَلْ وُلْدُهُ قَالَ فَذَبْحُ وُلْدِهِ ظُلْماً عَلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِ أَوْجَعُ لِقَلْبِكَ أَوْ ذَبْحُ وُلْدِكَ بِيَدِكَ فِي طَاعَتِي قَالَ يَا رَبِّ بَلْ ذَبْحُ وُلْدِهِ ظُلْماً عَلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِ أَوْجَعُ لِقَلْبِي قَالَ يَا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ طَائِفَةً تَزْعُمُ أَنَّهَا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ سَتَقْتُلُ الْحُسَيْنَ ابْنَهُ مِنْ بَعْدِهِ ظُلْماً وعُدْوَاناً كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ ويَسْتَوْجِبُونَ بِذَلِكَ سَخَطِي, فَجَزِعَ إِبْرَاهِيمُ (ع) لِذَلِكَ وتَوَجَّعَ قَلْبُهُ, وأَقْبَلَ يَبْكِي, فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَيْهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ فَدَيْتُ جَزَعَكَ عَلَى ابْنِكَ إِسْمَاعِيلَ لَوْ ذَبَحْتَهُ بِيَدِكَ بِجَزَعِكَ عَلَى الْحُسَيْنِ وقَتْلِهِ وأَوْجَبْتُ لَكَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ أَهْلِ الثَّوَابِ عَلَى المَصَائِبِ وذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَ: {وَ فَدَيْناهُ بِذِبْح عَظِيم}([6]).
([2]) من لا يحضره الفقيه، ج2، ص231.
([4]) الملحة-بالضم-من الالوان بياض ويخالط سواد، يقال: كبش أملح.