من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
لماذا يصبح الإنسان ملزما بالتوفيق بين سلوكه في مختلف مجالات الحياة والشريعة الإسلامية؟
ج: إنَّ الإنسان بعد أن آمن بالله والإسلام والشريعة ، عرف أنَّهُ مسؤولٌ بحكم كونه عبدا لله تعالى عن امتثال أحكامه , واتخاذ الموقف العملي الذي تفرضه عليه تبعيته للشريعة ، ولأجل هذا كان لزاما على الإنسان أنْ يعين هذا الموقف العملي ، ويعرف كيف يتصرف في كل واقعة .
ما المراد من الموقف العملي ؟
ج: إنَّ مصطلح الموقف العملي له اطلاقان :
أحدهما : المعنى الأعم , وهو الذي يشمل الأدلة المُحْرِزَة (الأدلة الإجتهادية) والأصول العمليّة ( الوظائف) .
الآخر: وهو المعنى الأخص والمراد منه الأصول العمليّة ( الدليل غير المُحْرِزَ) التي تعين الوظيفة العمليّة حال فقد الدليل .
فالموقف العملي هو ما تفرضه الشريعة على المكلف من احكام تنظم حياة الإنسان اليومية الشخصية ، وما تحتاجه الأمة بمجموعها كدولة , وما بينهما من علاقات , المسائل التي يحتاج إليها خاضعة لأحد الأحكام الخمسة: الوجوب ، والحرمة ، والاستحباب ، والكراهة ، والإباحة ، أو الصحة والبطلان , والتي هي مسائل هذا العلم فبالتالي تكون أفعال المكلفين هي موضوع علم الفقه .