من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- ما المقصود بالسيرة العقلائية؟
ج: وهي عبارة عن ميل عام عند العقلاء نحو سلوك معين من دون أنْ يكون للشرع دور إيجابي في تكوين هذا الميل ، ومثال ذلك الميل العام لدى العقلاء نحو الأخذ بظهور كلام المتكلم , أو خبر الثقة , أو باعتبار الحيازة سبباً لتملك المباحات الأوليّة ([1]) كـ(الماء و التراب و الهواء).
- ما الفارق بين السيرة الشرعيّة والسيرة العقلائية ؟
ج: الفارق الأول : إنَّ سيرة المتشرعة تكون عادةً وليدة البيان الشرعي ، ولهذا تُعد كاشفة عنه كشف المعلول عن العلة([2]) .
وأمَّا السيرة العقلائيّة وليدة ميل عام يوجد عند العقلاء نحو سلوك معين ، لا نتيجة لبيان شرعي , بل نتيجة العوامل والمؤثرات الأخرى التي تتكيف وفقاً لها ميول العقلاء وتصرفاتهم لحفظ نظامهم ، ولأجل هذا لا يقتصر الميل العام الذي تعبر عنه السيرة العقلائية على نطاق المتدينين خاصة ؛ لأنَّ الدين لم يكن من عوامل تكوين هذا الميل.
الفارق الثاني: بلحاظ استفادة الحجيّة : فحجيّة السيرة العقلائية حجيّة امضائية : بمعنى أنَّها لا تكون مورداً لاستفادة الحكم الشرعي إلا إذا كانت ممضاة من المعصوم (ع), أمَّا سيرة الشرعيّة فهي غنيّة عن الامضاء ؛ لأنَّها وليدة البيان الشرعي.
الفارق الثالث : بلحاظ المكونات : إنَّ سيرة العقلاء تتقوم بعنصرين : أحدهما : المعاصرة للمعصوم (ع), والآخر: الامضاء , أمَّا سيرة المتشرعة فتتقوم بالمعاصرة للمعصوم (ع) فقط.
([1])كل ما لا يملكه أحد ، ويمكن حيازته . فتح الله: أحمد: معجم ألفاظ الفقه الجعفري: 434.
([2]) وهو ما يسمى بالكشف (الاني) وهو الانتقال من المعلول الى العلة كالاستدلال بوجود الدخان على النار.