رسالة ماجستير
اسم الباحث : مصطفى ناجح ابراهيم الصراف
الاختصاص : الشريعة والعلوم الإسلامية
سنة نشر البحث : 2017
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
الملخص:
فبعد جولة في أعماق التاريخ ومعايشة لمراحل بزوغ الإسلام وتصفح الأحداث التي مرّ بها الاستعمال الاصطلاحي وتتبع الفلانيات في متون وأسانيد الروايات والبحث في مفهومها ونشأتها واعتبارها ودواعيها واستعمالها ساغ للبحث في مطافه الأخيرأن يشير إلى النتائج التي جُنيت من هذه الرسالة والتي نأمل أن تؤدي الغرضالذي من أجله اختير عنوان “الفلانيات في الحديث الشريف”.
وهي دعوة من خلالها للتمسك بمبدأ: اعرف الحق تعرف أهله:واعرف الباطل تعرف من أتاه) بغض النظر عن مشخصات الحدث,. فالحق والباطل لا يُعرفان بالناس ذلك أنهم حين أسسوا قاعدة”عدالة الصحابة” ذهبوا إلى شرعنة كل ما يصدر عنهم لتحقيق مصالح فئوية وإن تناقضت فيها الأقوال والأفعال فيما بينها مرة وبين رسالة السماء في أخرى و(ماعبدوهم من دون الله) ولكن حرموا لهم حلالاوأحلوا لهم حراما فكان ذلك اتخاذهم أربابا من دون الله) ثم وجدوا مَن خلعوا عليهم لباس التقديس في معرض الشبهة والاتهام:وأمام إساءات صريحة ومخالفات مشينة لما جاء به رسول الأنام صلى الله عليه وآله قال ابن عباس: ( أراهم سيهلكون أقول:قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ويقول:أبوبكروعمر) فلم يجدوا بعد ذلك – مَن جاء بعدهم – بُدا في إبهام الأسماء وإبدالها بفلان تستر طوعاً مرّة وأخرى كرهاً حفاظاً على ما أسسه السابقون وألزموا بهاللاحقين ولا زالوا يترضّون على المسيء والمحسن منهم لا لشيء إلا لأن قدرهم جعلهم في تلك المرحلة وليتهم تعاملوا مع علي وباقي عترة النبي عليهم السلام تعاملهممع الصحابة؛ يقول الصادق عليه السلام لأحد أصحابه:(أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ماتقول العامة؟فقلت: لاندري فقال: إن عليا عليه السلام أُميكن يدينا لله بدين إلاخالفت عليه الأمةغيره؛إرادة لإبطال أمرهو كانوايسألون أميرالمؤمنين عليه السلام عن الشي الذي لايعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدأمن عندهم؛ليلبسوا على الناس),ليُعرَض الإرث النبوي بعد ذلك إلى حملة إبهام بإخفاء الأسماء خلف ستار فلان؛ليتناساهم التاريخ والله من ورائهم مُحيط.
أما النتائج التي تمخّض عنها البحث فهي:
- تُستعمل كلمة “فلان” كناية عن اسم سُمّيَ به المُتَحَدَّتْ عنه وتلحقها التاء في التأنيث وهي ضاربة في التاريخ إذ أن أصول استعمالها في العبرية والسريانية ولذات المعنى من الإبهام.
- اصطلاحاً فإن “الفلانيات”هي الروايات المتضمنة كلمة “فلان” وما بصيغه المختلفة الدالة على إبهام أشخاص معيّنين عمداً أو جهلاً سواء أكان ذلك في السند أم المتن.
- استُعملت في الكتب المقدسة التي سبقت القرآن الكريم؛ كما استُعملت فيه فيمورد واحد في قوله تعالى: [ِيَاوَيْآَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَنَخْدْ فلآنَا خَلِيلاً )في الآية (28) من سورة الفرقان.
- يقرب من مصطلح الفلانيات عدّة مفردات تدل على الإبهام أيضأء كرجل وشيخ وبعض وأحد وعدّة وعمّن حدّثه وغيرها وهنالك ممارسات قريبة من استعمال فلان كإبدال الشخصيات وتحريف الأسماء وحذفها وبتر الرواية وذكر الصفة دون الموصوف والاكتفاء بأسماء الإشارة والبناء للمجهول إلى غير ذلك ممايدل على الإبهام.
- يقرب أيضاً منه عدة مصطلحات حديثية كالجهالة والإرسال والإهمال والإضمار والتدليس والقصر والترك والتعليل والإبهام – وهو الأوثق بها -.إلى غيرها من مصطلحات.
- دراسة الفلانيات لها عدّة فوائد تمكن البحث من تشخيصها ليجعلها هدفه الذي يسعى إليه محاولاً تحقيقها ومنها الحكم على الرواية بمعرفة المبهم ومنشأه وأسبابه؛ إذ لا وجود ل”فلان” في أصل الصدور.
- لم تسلم الكتب المشهورة من الفلانيات ومنها “الجامع الصحيح” للشيخ البخاري فقد بلغت إيرادات اللفظ فيه “241” مرة موزعة على متن ” 148″رواية و”3″أسانيد.
- قد يكون المنشئ للفلانيات هي جهة الصدور في غير إبهام لشخص ما وقد يكون الرواة والمصنفون وقد يكون نسّاخ الكتب ومَن على شاكلتهم.
- تمكْن البحث من معرفة جملة من الفلانيات بأسمائها ليخلص إلى أنّ كل ماكان مذموماً فإبهام اسمه له لا عليه. وكل ما كان ممدوحاً فإبهام اسمه عليه لا له .
- هنالك جملة من الدواعي لاستعمال الفلانيات منها عامة سياسية أو مذهبيةأو قبلية أو شخصية ومنها خاصة كالخوف والتقية أو حجب الفضائل أو إيعاد الشبه والتستر على الرذائل أو عدم أهمية الذكر أو الاستصغار والاستحقار أوالشهرة أو الترويج لكتاب أو النسيان والشك.
على أن هذا العمل في بعض جوانبه رصد لجزء من أساليب التحريف وطمس الحقائق التي طالت الحديث الشريف فلا بد من تشخيصها ودراستها كاملة محاوّلة للنأي بالحديث مما ألصق به؛ وقد نسمع من هنا وهناك دعوات لإعادة كتابة التاريخ الذي جَرّ إلينا الويلات وضمٌ بين مطوياته الغث والسمين وذلك بإخضاعه لضابطةعلوم الحديث الشريف بمحاكمته سنداً ومتنا فهذه الدعوى إن طْبِقّت فلا يتم لها النجاح مالم يُغربل الحديث أولاً مما مُني به في مصنفاته وكيف ذاك ولا زالت تأتينا كُتب القوم في تمجيد الظالمين.