من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
استنزلوا الرّزق بالصّدقة. لا ريب أنّ التصدّق على الغير يستلزم تأليف قلبه و اجتماع همّه على دعاء اللّه لصلاح حال المتصدّق و هو سبب لاستنزال الرزق مع أنّ لكلّ نفس رزق مقدّر فإذا صرت سبب الوصول تستنزل رزقه عليك و لهذا ورد: «من وسّع وسّع عليه، و كلّما كثر العيال كثر الرزق».
و بهذا المعنى أشار عليه السّلام بقوله بعد هذا الكلام: «تنزل المعونة على قدر المئونة».
اعتصموا بالذّمم في أوتادها. الذمم: العهود والعقود والأيمان، وفي أوتادها، أي في مركزها ومظانّها، أي لا تستندوا إلى ذمام الكافرين والمارقين، فإنّهم ليسوا أهلا للاستعصام بذممهم، كما قال تعالى: «لاََ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ لَا ذِمَّةً».
و قال: «إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ».
و هذه كلمة قالها بعد انقضاء أمر الجمل وحضور قوم من الطّلقاء بين يديه ليبايعوه، منهم مروان بن الحكم.