من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
إنّ قوما عبدوا اللّه رغبة فتلك عبادة التجّار، و إنّ قوما عبدوا اللّه رهبة فتلك عبادة العبيد، و إنّ قوما عبدوا اللّه شكرا فتلك عبادة الأحرار
إنّ العبادة لرجاء الثواب تجارة و معاوضة، و إنّ العبادة لخوف العقاب لمنزلة من يستجدي لسلطان قاهر يخاف سطوته، و تلك ليس عبادة نافعة، و هي كمن يعتذر إلى إنسان خوف أذاه و نقمته، و أمّا العبادة للّه شكرا لأنعمه فهي عبادة نافعة، و لكنّ هذا مقام جليل تتقاصر عنه قوى أكثر البشر.
اتّق اللّه بعض التّقى و إن قلّ، و اجعل بينك و بين اللّه سترا و إن رقّ
يقال في المثل: ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه.
فالواجب على من عسرت عليه التقوى بأجمعها أن يتّقي اللّه في البعض، و أن يجعل بينه و بينه سترا و إن كان رقيقا.
و في أمثال العامّة: اجعل بينك و بين اللّه روزنة، و الروزنة لفظة صحيحة معرّبة، أي لا تجعل ما بينك و بينه مسدودا مظلما بالكليّة.
و بالفارسيّة يقولون: «هميشه جاى صلح باقى گذار».