شرح حكم نهج البلاغة –  46

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

**الجود حارس الأعراض، و الحلم فدام السّفيه، و العفو زكاة الظّفر، و السّلوّ عوضك ممّن غدر، و الاستشارة عين الهداية. و قد خاطر من استغنى برأيه، و الصّبر يناضل الحدثان، و الجزع من أعوان الزّمان.

و أشرف الغنى ترك المنى. و كم من أسير عند [1] هوى أمير!و من التّوفيق حفظ التّجربة، و المودّة قرابة مستفادة، و لا تأمننّ مملولا[ملولا-خ ل (1) -]. [2] مثل قوله عليه السلام: «الجود حارس الأعراض» قولهم: كلّ عيب فالكرم يغطّيه (2) -. [3]

و الفدام‌ : خرقة تجعل على فم الإبريق، فشبّه الحلم بها، فإنّه يردّ السفيه عن السفه كما يردّ الفدام الخمر عن خروج القذى منها إلى الكأس (1) -. [1]

و المناضلة : المراماة (2) -. [2]

قوله: «و الجزع من أعوان الزمان» ، يعني أنّ الإنسان إذا جزع عند المصيبة فقد أعان الزمان على نفسه، و أضاف إلى نفسه مصيبة أخرى (3) -.

و قد سبق القول في ترك المنى (4) – .

و حفظ التجربة : لزومها و مداومتها لغاية الانتفاع بها (5) -.

«و لا تأمننّ ملولا» لأنّ الملول يصرفه ملاله عن الثبات على الصداقة و العهد و كتمان السرّ و نحوها.

**جاهلكم مزداد، عالمكم‌ [3] مسوّف (6) -. [4]

أي مزداد من الإثم، مسوّف بالتوبة

[1] في النهج: تحت.

[2] نهج البلاغة، الحكمة 211.

[3] شرح ابن أبي الحديد 19-31.


[1] نفس المصدر السابق.

[2] لسان العرب 14-181-نضل.

[3] في النهج: و عالمكم.

[4] نهج البلاغة، الحكمة 283.