من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
**الجود حارس الأعراض، و الحلم فدام السّفيه، و العفو زكاة الظّفر، و السّلوّ عوضك ممّن غدر، و الاستشارة عين الهداية. و قد خاطر من استغنى برأيه، و الصّبر يناضل الحدثان، و الجزع من أعوان الزّمان.
و أشرف الغنى ترك المنى. و كم من أسير عند [1] هوى أمير!و من التّوفيق حفظ التّجربة، و المودّة قرابة مستفادة، و لا تأمننّ مملولا[ملولا-خ ل (1) -]. [2] مثل قوله عليه السلام: «الجود حارس الأعراض» قولهم: كلّ عيب فالكرم يغطّيه (2) -. [3]
و الفدام : خرقة تجعل على فم الإبريق، فشبّه الحلم بها، فإنّه يردّ السفيه عن السفه كما يردّ الفدام الخمر عن خروج القذى منها إلى الكأس (1) -. [1]
و المناضلة : المراماة (2) -. [2]
قوله: «و الجزع من أعوان الزمان» ، يعني أنّ الإنسان إذا جزع عند المصيبة فقد أعان الزمان على نفسه، و أضاف إلى نفسه مصيبة أخرى (3) -.
و قد سبق القول في ترك المنى (4) – .
و حفظ التجربة : لزومها و مداومتها لغاية الانتفاع بها (5) -.
«و لا تأمننّ ملولا» لأنّ الملول يصرفه ملاله عن الثبات على الصداقة و العهد و كتمان السرّ و نحوها.
**جاهلكم مزداد، عالمكم [3] مسوّف (6) -. [4]
أي مزداد من الإثم، مسوّف بالتوبة
[1] في النهج: تحت.
[2] نهج البلاغة، الحكمة 211.
[3] شرح ابن أبي الحديد 19-31.
[1] نفس المصدر السابق.
[2] لسان العرب 14-181-نضل.
[3] في النهج: و عالمكم.
[4] نهج البلاغة، الحكمة 283.