شرح حكم نهج البلاغة – 73

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

عرفت اللّه سبحانه بفسخ العزائم، و حلّ العقود (3) -. [3]

هذا أحد الطرق إلى معرفة الباري سبحانه، و هو أن يعزم الإنسان على أمر، و يصمّم رأيه عليه، ثمّ لا يلبث أن يخطر اللّه بباله خاطرا صارفا له عن ذلك الفعل، و لم يكن في حسابه، أي لو لا أنّ في الوجود ذاتا مدبّرة لهذا العالم لما خطرت الخواطر التي لم تكن محتسبة.

العمر الّذي أعذر اللّه فيه إلى ابن آدم ستّون سنة (4) -. [4]

«أعذر اللّه فيه» أي سوّغ لابن آدم أن يعتذر، يعني أنّ ما قبل الستّين هي أيّام الصبا و الشبيبة و الكهولة، و قد يمكن أن يعذر الإنسان فيه على اتّباع هوى النفس لغلبة الشهوة، و شره الحداثة، فإذا تجاوز الستّين دخل في سنّ الشّيخوخة، و ذهبت عنه غلواء شهرته، فلا عذر له في الجهل.

و قد قالت الشعراء نحو هذا المعنى في دون هذه الّتي عيّنها عليه السلام.

قال بعضهم:

إذا ما المرء قصّر ثمّ مرّت # عليه الأربعون عن الرجال

و لم يلحق بصالحهم فدعه # فليس بلا حق أخرى الليّالي‌

[1]

و قال الشيخ الشيرازيّ بالفارسيّة: [2]

چو دوران عمر از چهل درگذشت # مزن دست و پا كابت از سر گذشت

نزيبد مرا با جوانان چميد # كه بر عارضم صبح پيرى دميد


[1] نهج البلاغة، الحكمة 212.

[2] نهج البلاغة، الحكمة 225.

[3] في نهج البلاغة، الحكمة 250 زيادة: «و نقض الهمم» .

[4] نهج البلاغة، الحكمة 326.

[1] شرح ابن أبي الحديد 19-238.

[2] كليّات سعدي، ص 383-384.