م.آلاء عبد الكاظم – كلية العلوم الاسلامية/ قسم الدراسات القرآنية
مامن شك ان لغة الارهاب والتطرف تتسع كل يوم في العالم وتمتد مع امتداد نوازع الشر التي تحملها المجموعات المسلحة الموسومة بالإرهاب والتطرف … ولطالما تنادت قوى الخير والسلم مــــــن اجل مواجهة هذا التوسع ووقف انتشار الافكار الهدامة …ولعل موضوعة الاعلام والثقافة تحمل في ثناياها معان مزدوجة عند مناقشتها لموضوع التطرف والعنف, فمرة نناقش ونبحث فـــــــــي الاثار المترتبة لاستخدام الاعلام في بث الافكار المتطرفة ونشر العنف والترويج للإرهاب بكل اشكاله, ومـرة نناقش ونبحث في كيفية توظيف وسائل الاعلام في مواجهة هذا الاستخدام اللاأخلاقي, من قبل وسائل اعلام اخرى,انها بالتأكيد مسؤولية عميقة وتحدي كبير لابد للباحثين في الشأن الاعلامي ايلائه اهمية قصوى انـــــــــطلاقا من رسالة الاعلام السامية التي نفهمها نـــــحن كرسالة سلام وتسامح وانسانية, ويفهمها
غيرنا كرسالة كراهية ,ونزوع نحو الشر والتطرف والتكفير دون أي وجهة حق ودون دليل وبرهان .
من هنا لابد ان تنصب الجهود لاستكمال ما كتبه مختصين ومهتمين بمفاهيم التطرف والعنف الذي قادنا الى هذه التوجه الممقوت, وهذا الارهاب الذي اصبح يهدد حياتنا ووجودنا كل يوم ويسقط بسببه كل يوم الالاف الضحايا والابرياء …ان الدور الحقيقي لكل من يعمل في مجال الثقافة والاعلام يــــحتم الاهتمام بمضامين ومحتوى النصوص التي تكتب وتنشر عبر وسائل الاعلام المختلفة, وفي نفس الوقت لابد من اضطلاع النخب الاكاديمية والثقافية بدورها التنويري في سبيل اعداد اجيال واعية تحمل الحد الادنى من القيم الاخلاقية بما يعزز الروح الوطنية لكل شاب وكل مواطن, وهذا لا يتأتى إلا عن طريق منظومة من العمل الاعلامي والثقافي داخل الجامعات والمعاهد وداخل المؤسسات التــربوية واقامة الورش في المنتديات, والعمل على خلق قنوات اتصال مع الجمهور بما يمنح المتلقين للرسائل الاعلامية والثقافية القدرة على مواجهة اية انتهاكات تتمثل بالرسائل المتطرفة والمشبوهة التـــــــــي تحاول ان ترسخ في مجتمعاتنا حالات اليأس والاحباط وتحاول حــــــرف الاتجاهات بما يتناسب والبرامج المرسومة لدول وجهات تحاول فرض هيمنتها على الداخل العراقي.