من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
إنّ أولى النّاس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا به، ثمّ تلا عليه السّلام: «إِنَّ أَوْلَى اَلنََّاسِ بِإِبْرََاهِيمَ لَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ وَ هََذَا اَلنَّبِيُّ» الاية، ثمّ قال: إنّ وليّ محمّد من أطاع اللّه و إن بعدت لحمته، و إنّ عدوّ محمّد من عصى اللّه و إن قربت قرابته -. قال ابن أبي الحديد: هكذا الرواية، و الصحيح «أعملهم» لأنّ استدلاله بالآية يقتضي ذلك، و كذا قوله فيما بعد: «انّ وليّ محمّد من أطاع اللّه… » إلى آخر الفصل، فلم يذكر العلم، و إنّما ذكر العمل.
اللحمة-بالضمّ-: النسب و القرابة، و هذا مثل الحديث المرفوع:
«ائتوني بأعمالكم، و لا تأتوني بأنسابكم، «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اَللََّهِ أَتْقََاكُمْ» » انتهى.
و قال ابن ميثم: و لمّا كان الغرض من الأنبياء جذب الخلق إلى اللّه بطاعته، فكلّ من كان أبلغ في الطاعة كان أشدّ موافقة لهم، و أقرب إلى قلوبهم، و أقوى نسبة إليهم، و لمّا لم يكن طاعتهم إلاّ بالعلم بما جاءوا به، كان أعلم الناس بذلك أقربهم إليهم، و أولاهم به، و برهان ذلك الآية المذكورة انتهى.