من كتاب معجم المفردات القرآنية عند اهل البيت (ع)
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
ف ي أ
أفاء ، فاؤوا ، تَفِيءَ ، فاءَتْ:
- الكافي: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ, عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ, عَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّبَيْرِيِّ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ × قَالَ: (..{ أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ}([1])، فَهُوَ حَقُّهُمْ أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِمْ ورَدَّهُ إِلَيْهِمْ, وإِنَّمَا مَعْنَى الْفَيْءِ كُلُّ مَا صَارَ إِلَى المُشْرِكِينَ ثُمَّ رَجَعَ مِمَّا كَانَ قَدْ غُلِبَ عَلَيْهِ أَوْ فِيهِ فَمَا رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَقَدْ فَاء مِثْلُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}([2])، أَيْ رَجَعُوا ثُمَّ قَالَ {وَ إِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}([3])، وقَالَ {وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ}([4]) أَيْ تَرْجِعَ {فَإِنْ فاءَتْ} أَيْ رَجَعَتْ {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، يَعْنِي بِقَوْلِهِ تَفِيءَ تَرْجِعَ فَذَلِكَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْفَيْءَ كُلُّ رَاجِعٍ إِلَى مَكَانٍ قَدْ كَانَ عَلَيْهِ أَوْ فِيهِ, ويُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذَا زَالَتْ قَدْ فَاءَتِ الشَّمْسُ حِينَ يَفِيءُ الْفَيْءُ عِنْدَ رُجُوعِ الشَّمْسِ إِلَى زَوَالِهَا, وكَذَلِكَ مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ مِنَ الْكُفَّارِ, فَإِنَّمَا هِيَ حُقُوقُ الْـمُؤْمِنِينَ رَجَعَتْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ظُلْمِ الْكُفَّارِ إِيَّاهُمْ, فَذَلِكَ قَوْلُهُ {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}([5]) مَا كَانَ المُؤْمِنُونَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ, وإِنَّمَا أُذِنَ لِلمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قَامُوا بِشَرَائِطِ الْإِيمَانِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا([6]).
- تهذيب الاحكام: عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ, عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ, قَالَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ×، قال: قَالَ: سَأَلتُهُ عَنِ الْأَنْفَالِ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ مِنَ الْأَرَضِينَ بَادَ أَهْلُهَا, وفِي غَيْرِ ذَلِكَ الْأَنْفَالُ هُوَ لَنَا ، وقَالَ: سُورَةُ الْأَنْفَالِ فِيهَا جَدْعُ الْأَنْفِ، وقَال: {وَ ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ ولا رِكابٍ ولكِنَ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ}([7])، وقَالَ: الْفَيْءُ مَا كَانَ مِنْ أَمْوَالٍ لَمْ يَكُنْ فِيهَا هِرَاقَةُ دَمٍ, أَوْ قَتْلٌ, والْأَنْفَالُ مِثْلُ ذَلِكَ هُوَ بِمَنْزِلَتِه) ([8]).
- تهذيب الأحكام: عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ, عَنْ سِنْدِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ عَلَاءٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ %, قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ( الْفَيْءُ وَ الْأَنْفَالُ مَا كَانَ مِنْ أَرْضٍ لَمْ يَكُنْ فِيهَا هِرَاقَةُ الدِّمَاءِ وَ قَوْمٍ صُولِحُوا وَ أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ وَ مَا كَانَ مِنْ أَرْضٍ خَرِبَةٍ أَوْ بُطُونِ أَوْدِيَةٍ فَهُوَ كُلُّهُ مِنَ الْفَيْءِ فَهَذَا لِلهِ وَ لِرَسُولِهِ $ فَمَا كَانَ لِلهِ فَهُوَ لِرَسُولِهِ $ يَضَعُهُ حَيْثُ شَاءَ وَ هُوَ لِلْإِمَامِ % بَعْدَ الرَّسُولِ $ وَ قَوْلُهُ {وَ ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ} قَالَ: أَ لَا تَرَى هُوَ هَذَا وَ أَمَّا قَوْلُهُ{ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى}([9]), فَهَذَا بِمَنْزِلَةِ الْمَغْنَمِ كَانَ أَبِي % يَقُولُ ذَلِكَ وَ لَيْسَ لَنَا فِيهِ غَيْرُ سَهْمَيْنِ سَهْمِ الرَّسُولِ وَ سَهْمِ الْقُرْبَى ثُمَّ نَحْنُ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ) ([10]).