جرت في كلية العلوم الاسلامية بجامعة كربلاء مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (بموجّهات القراءة في النصّ القرآني -دراسة في تلقي سورة الكوثر بين القدماء والمحدثين) للطالب احمد في الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس الموافق 20/7/2023وعلى قاعة الامام الحسين (ع) في الكلية .
تقوم هذه الدراسة على مسلمّة بسيطة, مفادها: كيف نفهم اشتغال الموجّهات النصّية والمحيطة بالنصّ في توجيه الدَلالة القرآنية عند قراءة النص وفهمه وذلك بالاستناد إلى المدونة التفسيرية التي تعاملت مع النصّ القرآني ممثلا بسورة واحدة تعدّ من أقصر سور القرآن الكريم, وهي سورة الكوثر.
وقد أخذت الدراسة على عاتقها تفحص تلك القراءات المتعددة التي انبثقت من إحالة لفظة (الكوثر) في هذه السورة عند كل مفسّر من المفسرين –عينة الدرس- وانطلاقا من ثقافة المفسر وعقيدته التي كان لها الدور الأكبر في استثمار الموجّهات الخارجية المتمثلة بـ(عنونة النصّ, ومكان النزول, وأسبابه) والموجّهات الداخلية ممثلةً بـ(المستويات الأربع) التي تشكّل –بالضرورة- كلّ نصّ لغوي وبضمنه النصّ القرآني.
تمخض عن هذه الدراسة نتائج أهمّها:
1- كلّ ما في القرآن الكريم من نصوص وسور وعبارات قصيرة كانت أم طويلة داخلة في باب الأعجاز الذي تحدّى به القرآن أرباب الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بمثله, ومن ذلك الباب هذه السورة التي تعد أقصر سور القرآن الكريم.
2- شكّلت نصوص القرآن الكريم بما فيها نصوصه القصيرة (كسورة الكوثر) مجالا خصبا للتفاعل مع القراءات المتعددة عبر الأزمنة المختلفة, لما يشتمل عليه هذا النص من قدرة على عدم النفاد, ومن طاقة تعبيرية ومضمونية متجددة على مرّ العصور جسدتها متون التفاسير وحركتها التي لم تعرف التوقف والفناء.
3- أكدت سورة الكوثر أن النشاط الذهني الخاص بتلقيها هو نشاط يخضع لمؤثرات عديدة يوجهها النصّ إلى المتلقي الذي يلتقط ما موجود من إشارات في النص بحسب ثقافته ووعيه وفكره العقدي الذي يحدد مسارات القراءة بحسب ما يمتلك من إملاءات وضوابط معرفية خاصة بهذا التوجّه.
هذا وقد تألفت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور : نورس ابراهيم عبد الهادي من جامعة كربلاء -كلية العلوم الإسلامية – رئيسًا .والأستاذ الدكتور : هناء جواد عبد السادة – من جامعة بابل -كلية العلوم الإسلامية عضوًا: و الأستاذ المساعد الدكتور احمد راهي سعدون من جامعة كربلاء -كلية العلوم الإسلامية عضوًا ، والأستاذ الدكتور علي محمد ياسين من جامعة كربلاء -كلية العلوم الاسلامية عضوا ومشرفا واجيزت الرسالة بتقدير جيد جدا.