من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- ما المقصود بالدليل العقلي ؟
ج: هو كل قضيّة عقليّة يستفاد منها اثبات أو نفي حكم شرعي .
- لماذا يدرس علم الأصول الدليل العقلي ؟
ج: لأنَّ العقلَ كما يدركُ العلاقات القائمة بين الأشياء الخارجية (عالم التكوين) عند ملاحظته, كذلك يدرك العقل العلاقات القائمة بين الأحكام الشرعيّة (عالم التشريع ), ويستفيد العقل من تلك العلاقات في الكشف عن وجود حكم أو عدمه , فهو يدرك مثلا التضادّ بين الوجوب والحرمة، كما كان يدرك التضادّ بين السواد والبياض, وكما كان يستخدم هذه العلاقة في نفي السواد إذا عرف وجود البياض كذلك يستخدم علاقة التضادّ بين الوجوب والحرمة لنفي الوجوب عن الفعل إذا عرف أنَّهُ حرام, فهناك إذاً أشياء تقوم بينهما علاقات في نظر العقل، و هناك أحكام تقوم بينها علاقات في نظر العقل أيضا, و نطلق على الأشياء اسم (العالم التكوينيّ), و على الأحكام اسم (العالم التشريعيّ), وكما يمكن للعقل أن يكشفَ وجود الشيء أو عدمه في العالم التكوينيّ عن طريق تلك العلاقات، كذلك يمكن للعقل أن يكشف وجود الحكم أو عدمه في العالم التشريعيّ عن طريق تلك العلاقات القائمة بين الأحكام التي يمكن أن تشكل عنصراً مشتركاً, يمكن من خلاله استنباط حكماً شرعيّاً , فلا يدرس علم الأصول كل القضايا العقليّة , وإنَّما يدرس خصوص القضايا التي تشكل عنصراً مشتركاً في عمليّة الاستنباط .
- ما العلاقات العقليّة بين الاشياء في عالم التكوين ؟
ج: هناك مجموعة من العلاقات بين الاشياء في العالم الخارجي ذكر السيد مجموعة منها , وهي علاقة التضاد , ويقصد به أن يجتمع ضدان في شيء واحد , إذ يستطيع أن يثبت عدم سواد جسم إذا ثبت بياضه لاستحالة اجتماع الضدين , وعلاقة السببيّة كون الشيء سبباً لشيء آخر , فلا يجوز أن يكون الشيء نفسه سببا ومسببا في الوقت ذاته , والتقدم والتأخر بين وجود الاشياء.