م.م حسن عبدالهادي اللامي – كلية العلوم الاسلامية – جامعة كربلاء
إنَّ الإيمانَ قابلٌ للزيادةِ والنُقصانِ ، و كونُ الإنسانِ ينقُصُ إيمانُهُ يُسمى بضعيفِ الإيمانِ ، ومُضعِفاتُ الإيمانِ كثيرةٌ وأولها هو اتِّباعُ الإنسانِ هواهُ وسيرهُ خلفَ مُشتتَهَياتِ غرائزهِ ، ووسوسةِ الشياطينِ ومغرياتِ الدنيا وزينتِها .. ،ولهذا يعيشُ المؤمنُ صِراعاً بين هواهُ وتقواهُ .
فإنْ كانَ مواظباً على تنميةِ إيمانهِ وترقيةِ منزلتهِ الروحيةِ ، فسيكونُ ذا حصانةٍ من الانجرارٍ وراءَ المغرياتِ ، ويكونُ إيمانُهُ قوياً وراسخاً ، إذنْ كيفَ لنا أنْ نحافظَ على إيماننا ونَزيدَ في قوتِهِ ؟ و تكونُ لدينا حصانةً ببركتهِ ، من أن نقعَ في مستنقعاتِ الرذيلةِ والفاحشةِ او تجتاحُنا شُبهاتُ أهلِ الإلحادِ والمشككينَ بالعقائدِ الحقَّةِ فمعَ وجودِ هذهِ المثيراتِ والمغرياتِ التي تُحيطُ بنا ، والاتجاهاتُ والتياراتُ الفكريةُ المتنوعةُ ، والتي تسببُ لنا الغفلةَ وتُضعِفُ من إيماننِا
فإنَّنا بحاجةٍ للتزودِ الدائمِ والمستمرِ من مناهلِ الإيمانِ ومنابعهِ الصافيةِ
فــ”المؤمنُ يتزودُ” : كما يقولُ الإمامُ الحسنُ بن عليٍّ (عليهُما السلامُ)
فماهيَ مناهلُ الإيمانِ التي تزوِّدُنا بالطاقةِ الإيمانيةِ ، وتجعلُنا نحافظُ على التزامنا بالدينِ واستقامتِنا على الشريعةِ :
المنهلُ الأوّلُ : رسالةُ الخالقِ إليكَ وهوَ القرآنُ الكريمُ ، إقرأهُ بمحبةٍ وتفهُّمٍ
المنهلُ الثاني : الإلتزامُ بقيامِ الليلِ فعن رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ) قالَ :عليكُم بقيامِ الليلِ فإنَّهُ دأبُ الصالحينَ قبلكُم، وإنَّ قيامَ الليلِ قربةٌ إلى اللهِ، ومنهاةٌ عن الإثمِ
المنهلُ الثالثُ : الإستغفارُ : المبادرةُ الى الاستغفارِ والتوبةِ إثرَ كلِّ ذنبٍ ، فعنْ رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ)أنهُ قالَ : ” طوبى لمن وُجِدَ في صحيفةِ عملهِ يومَ القيامةِ تحتَ كلِّ ذنبٍ: أستغفرُ اللهَ “
المنهلُ الرابعُ : الأصدقاءُ والخُلطاءُ الصالحينَ ، قالَ رسولُ اللهِ (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ): جالسْ الأبرارَ، فإنكَ إنْ فعلتَ خيراً حَمَدوكَ، وإنْ أخطأتَ لم يُعنِّفوكَ ،
المنهلُ الخامس : المحاسبةُ للنفسِ : فعنِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ) قالَ : ” ثمرةُ المحاسبةِ صلاحُ النفسِ “.
المنهلُ السادسُ : ممارسةُ التأملِ والتفكرِ يومياً وبوقتٍ محددٍ و من عشرينَ الى ثلاثينَ دقيقةً. فعنِ الإمام الحسنِ (عليهِ السلامُ)قالَ : ” عليكم بالفكرِ فإنهُ حياةُ قلبِ البصيرِ ومفاتيحُ أبوابِ الحكمةِ ” .
المنهلُ السابع : الموعظةُ لها دورٌ كبيرٌ في صقلِ الروحِ وتقويةِ الإيمانِ ، عن الامامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ)قالَ : ” المواعظُ حياةُ القلوبِ “
المنهلُ الثامنُ : الدعاءُ فهوَ معراج الروح وسلاحُ المؤمنِ وهوَ أفضلُ العبادةِ )