سلسلة دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب –44

دروس في علم الاصول الحلقة الثانية في سؤال وجواب

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

القضيّة الحقيقيّة والقضيّة الخارجيّة للأحكام

  • ما علاقة الحكم الشرعيّ بتقسيم القضيّة باعتبار وجود موضوعها ؟

ج:لأنَّ الكلام ما زال في الأمور التمهيدية , والتي منها معرفة الحكم الشرعيّ وأقسامه والمراحل التي يمر بها , وهنا يريد السيد الصدر + أنْ يبينَ أمراً آخر يتعلق بجعل الحكم الشرعيّ , وهو أنَّ تشريع الأحكام هل هو على نحو القضيّة الحقيقيّة أو الخارجيّة , وقبل هذا لزاماً علينا أنْ نبيّن القضيّة الحقيقيّة والقضيّة الخارجيّة.

  • ما المقصود بالقضيّة الحقيقيّة والقضيّة الخارجيّة ؟

ج: درسنا في المنطق أنَّ وجود موضوع القضيّة الموجبة يكون وجوده على أنحاء ثلاثة هي :

1ـ أنْ يكونَ وجوده في الذهن فقط , فتسمى القضية (ذهنيّة) , مثاله كل اجتماع النقيضين مغاير لاجتماع المثلين ، كل جبل ياقوت ممكن الوجود , فإنَّ مفهوم (اجتماع النقيضين ) , و(جبل الياقوت ) غير موجودين في الخارج ، ولكن الحكم ثابت لهما في الذهن .

2ـ أنْ يكونَ وجود الموضوع في الخارج على وجه يلاحظ في القضيّة خصوص الأفراد الموجودة المتحققة منه في أحد الأزمنة الثلاثة , نحو : كل جندي في المعسكر مدرب على حمل السلاح ، بعض الدور المائلة للانهدام في البلد هدمت , وتسمى هذه القضيّة بـ (الخارجيّة ) .

3ـ أنْ يكونَ وجود الموضوع في نفس الأمر والواقع ، بمعنى : أنَّ الحكم على الأفراد المحققة الوجود والمقدرة الوجود معاً , فكل ما يفرض وجوده وإنْ لم يوجد أصلاً فهو داخل في الموضوع ويشمله الحكم ، نحو : كل مثلث مجموع زواياه يساوي قائمتين ، بعض المثلث قائم الزاوية ، كل إنسان قابل للتعليم العالي ، كل ماء طاهر , وتسمى هذه القضيّة بـ (الحقيقيّة ) .