من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
تنويع البحث
- ما الغاية التي ارادها السيد الصدر + من ذكر منهجه في الحلقات؟
ج: كي يكون الباحث والدارس على بيّنة مما يدرس , حتى لا تتخلف عنه معلومة أو تشرد منه مسألة , ولا يتخبط فيما ليس من شأن ذلك العلم , فإنَّ توضيح المنهج المتبع في دراسة أي علم يعد من المسائل المهمة جداً.
- على أي أساس صنف السيد الصدر + بحوث علم الأصول؟
ج: صنّف البحوث على نوع الدّليل , إذ إنَّ الدّليل مرة يكشف كشفاً تاماً عن ثبوت الحكم الشرعيّ من آية أو رواية فيعول على كشفه , وهو ما يسمى بـ (الدّليل القطعيّ)، وأخرى أنَّ الدّليل يكشف كشفاً غير تام عن ثبوت الحكم الشرعيّ , ويجعله الشارع حجّة فيجب التمسك به , وثالثة لم يتوفر دليل قطعيّ أو ظنيّ , فإنَّهُ يرجع إلى الأصول العمليّة ليحدد الموقف العملي والوظيفة العمليّة تجاه الواقعة المجهول حكمها ، وهذه الأصول العمليّة هي أدلة على الوظيفة العمليّة وليست أدلة على الواقع , ولوحظ في التصنيف أيضاً العلاقة بين الأدلة من تعارض وتقدم بعضها على بعض, (فالسيد الشهيد ينوِّع البحث في علم الأصول على أساس حركة الفقيه ، فكما يتحرك الفقيه في استنباطه للأحكام الشرعيّة يتحرك الأصولي في مباحثه الأصوليّة) .
- لماذا كانت الأصول العمليّة أدلة على الوظيفة ولم تكنْ أدلة على الواقع؟
ج: لأنَّها ليس فيها أي نحو من الكشف عن الواقع , وإنَّما الشارع جعلها سبيلاً للتخلص من مواطن الحيرة والتردد , فأحكامُها ربما لا تطابق الواقع أصلاً.