رسالة ماجستير
اسم الباحث : زمن حسين صالح
الاختصاص : الشريعة والعلوم الإسلامية
سنة نشر البحث : 2017
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
الملخص:
من أهم النتائج التي توصل إليها البحث :
١- إنّ الراجح جواز دراسة الفلسفة و الاشتغال بها ، بل لا غناء عنها ، وقد تحرم بالعارض ،وكذلك استخدامها في تفسير القرآن الكريم ،إذ المنهي عنه خصوص منهج التفسير بالرأيوالفارق بينه وبين المنهج الفلسفي كبير ، كالفرق بين التفسير بالدليل وعدمه.
2 -أنّ صدر المتألهين تأثر ببعض العلماء المتقدمين عليه ،تأثراً إيجابيأ ، اي بمعنى انه لم يبدأ منالصفر ،بل أكمل ما بدؤا به ، وكذلك تأثر بعض الفلاسفة المتأخرين عنه به. من دون انيكونوا مقلدة له .
3- إِنْ صدر المتألهين أعتمد في تفسيره على المنهج التركيبي التكاملي ، فمزج بين تفسيرالقرآن بالقرآن والمأثور واللغة والعقل والذوق(المنهج الإشاري) المؤيد بالدليل ، مما أضفىصبغة خاصة على تفسيره تفتقده الكثير من التفاسير.
4- إنَ مبنى صدر المتألهين في نظرية المعرفة يعتمد على ثلاثة أركان وهي النقل(القرآنواحاديث المعصومين عليه السلام) والعقل والكشف والشهود المؤيد بالدليل ،وهذا المبنىأ ثر في التفسير لدى صدر المتألهين ، إذ أدى الى سعة في ألأدوات المستخدمة في فهم القرآنالكريم ، فحصل على فهم ومعاني جديدة او استخدمها في تعضيد بعضها البعض الآخرلتثبيت المراد.
5 -أنّ اتحاد العاقل والمعقول أو العالم والمعلوم ثابتة بالدليل في العلم الحصولي قد أثر هذاالمبنى في تفسير صدر المتألهين فأدى الى فهم الآيات القرآنية بشكل جديد و الوصول الىمعاني جديدة ،وهو تارة استخدم قاعدة اتحاد العاقل والمعقول صراحة في فهمها ، وتارةأخرى قال بما يلازمها ويتوقف عليها ، من دون أن يذكرها أو يصرح بها .
6- إن مبنى صدر المتألهين الوجود مشترك معنوي .وهو الأصيل لا الماهية وان وحدته عينكثرته . أثر هذا المبنى في تفسير صدر المتألهين فمن أصالة الوجود فهم أن قولهتعالى((…ءلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأزضء….)) سورة البقرة:7555» لا يشمل خلقالأفعال ولا خلق الشر .وكذا لك فهم من وحدته أن المراد من قوله تعالى: ((…فَمَنْ يَكْفْرْبالطّاغوت..))سورة البقرة :256
7- إن الحركة الجوهرية بمعنى التجدد والتكامل في الجوهر ، وثابتة بالدليل – النقلي ، العقلي وهناك من سبق صدر المتألهين في الاشارة اليها ولكنه هو من أقام البرهان عليها ونظر لها،وهي تعتبر أحد أهم المباني الفلسفية في تفسيره فأثرت في فهمه للآيات القرآني ففهم منقوله تعالى((وَجَاءَتْ كُلَ نفس مَعَهَا سَائِقُ وَشَهِيدٌ)) سورة ق:21 ،ان هذا السائق هو قاسرجبلي داخلي وه الحركة الجوهرية ،الا سائق خارجي .
8- إنّ النفس هي الروح في الاصطلاح واستعملت بهذا المعنى في اللغة والقرآن الكريم ، كماان النفس مجردة ليست بجسم ولا جسمانية ، وهي غير البدن ،وأن النفس حادثة قبل حدوثالبدن وإعتمد صدر المتالهين على هذا المبنى في تفسير بعض الايات نحو قوله تعالى:((واذ أَخَذ رَبُكَ مِنْ بَنِي أَدَمَ مِنْ ظهُورِهِن ذُرَيِّتَهُم…)) سورة آل عمران 170 ، فقال إعتماداًعليه بعالم الذر خلافاً للكثير من المفسرين .
9- ان التناسخ هو انتقال النفس من بدن الى بدن آخر وهو باطل بجميع اقسامه وسواء كان فيالدنيا ام في الآخرة ، والمسخ ليس بتناسخ لأن النسخ يكون من دون انتقال من بدن الى آخر.استخدم صدر المتالهين هذا المبنى في تفسير فأثر في فمه للآيات الكريمة نحو قوله تعالى:((..كُونُوا قِرَدَةَ خَاسِئِينَ))سورة البقرة:65 ،فذهب الى هذه الآية حقيقة وان هذا ليس بشيءمن التناسخ لأنه حدث في بدن واحد.
10-إن واجب الوجود بسيط الحقيقة ولا جزء له بأي لحاظ من اللحاظات واستطاع صدرالمتألهين من توظيف هذا المبنى في فهم بعض الآيات المباركة فنفى إمكان رؤيته تعالى سواءفي الدنيا والاخرة وأول الايات الدالة عليها اعتماداً على هذا المبنى»وكذلك أوال الآيات الدالةعلى التجسيم اعتماداً على هذا المبنى.
11- أِنْ صفاته تعالى عين ذاته فليست زائدة علية وهذا هو مختار الامامية لا سيما صدرالمتألهين ،كما انه استطاع من توظيف هذا المبنى في فهم الآيات القرآنية الكريمة ، فذهب الىالى ان قوله تعالى :(( قُلْ هُوَ اللّهُ احد)) مطلق تشمل حتى الكثرة الصفات فصفاته تعالى عنذاته وكل واحدة منها عين الأخرى.
12- إِنْ صدر المتألهين يقسم علم الله تعالى الى خمس مراتب :(مرتبة النفس والذات اوالعناية ،القلم ، اللوح المحفوظه ، المحو الاثبات ، الصور الخارجية) وظف هذا المبنى في بعض الاياتلاثبات ان علمه بذاته هو نفسه علمه بغيره وانها تشمل علمه تعالى بالجزئيات؛: ولكن هذا التقسيميفتقر للبرهان لذلك لا يمكن التسليم به ولا باستخدامه في فهم الآيات.
13- إِنّ إعادة المعدوم محالة عقلأً ، وان الموت ليس عدم بل هو انفصال الروح عن البدن » وانالمُعاد في المّعاد نفس هذا البدن بجميع أجزائه ، ولن يكون بشكل يتناسب مع ذلك العالم من حيثالخواص والصفات اي ان المعاد يكون جسماني روحاني .»واستطاع صدر المتألهين توظيف هذاالمبنى في فهم الآيات القرآني الكريمة » فحمل المثلية في قوله تعالى:((يَخْلْقَ مِثْلَهُمْ)) علىالاختلاف في خواص الجسد في الآخرة عن خواصه في الدنيا»وكذا فسر تغير الجلود بتواردالصور والاستعدادات مع بقاء المادة القابلة لها واحدة من دون تغير اي انه تغير في الهيئة لا غير.
14 – إن صدر المتألهين يقول بتجسيم الاعمال وهو الثابت بصريح الآيات والأخبار ومنه ينطلقللقول بعدم ثبوت لزوم خلود صاحب الكبيرة في النار إلا إذا صار الفعل ملكة راسة بحيث لا تزولوإلا بزوالها يخرج من النار وكذا الامر في الشفاعة فهي عنده ثابت لأصحاب الكبائر إلا إذا كانتالفعل ملكة راسخة بحيث تبعد العبد عن نور الشفاعة واستطاع صدر المتألهين من توضيف هذاالمبنى في فهم بعض الأيات القرآنية فحمل الرؤية في (ليروا أعمالهم) على ظاهرها .و أثبتالشفاعة لأصحاب الكبائر الذين لم تكن افعالهم على نحو الملكة الراسخة.
15- إنّ المباني الفلسفية الثابتة بالدليل لها أثر كبير جداً في فهم النصوص القرآنية ولا يمكن تركهاعند ممارسة العمل التفسيري ، وحجيتها نابعة من العقل ، والشرع وأن لها أثر في فهم النصوصالقرآنية إذ القراآن يحتوي على الكثير من الآيات التي لا يمكن تفسيرها من دون الرجوع الى المناهجالعقلية خصوصاً بعض آيات العقائد ، كما أن إقصاء ، المنهج الفلسفي من التفسير يؤدي الى نقصوخلل في فهم المراد من بعض الآيات القرآني؛ كما يتضح من خلال هذه الدراسة ان الفلسفة من علومالشريعة وذلك على لمدخليتها في فهم وتفسير النصوص الدينية ، ولا سيما النص القرآني علىالخصوص .