قاعدة اللطف في الشريعة الاسلامية “دراسة تحليلية”

رسالة ماجستير

اسم الباحث : ورود علي عبد الحسين البرقعاوي

الاختصاص : الشريعة والعلوم الإسلامية

سنة نشر البحث : 2018

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث


الملخص:

نلخص هذا الجهد المتواضع بالنتائج التي تم التوصل إليها بما يأتي :

  • إنّ قاعدة اللطف تعد من القواعد المهمة والواسعة التي تدخل في مجالات متعددة وبمختلف الجهات إذ عرفت بأنها قاعدة متفرعة على أصل العدل الإلهي فيعلم الكلام إذ يراد بها إدراك العقل لما يكون واجباً على الله سبحانه وتعالى بحكم كونه عادلاً وتسميته باللطف تأدباً .
  • إن من لطف الله سبحانه وتعالى بأن جعل ولاية المعصومين ( عليهم السلام )على الناس وهذا لطف إلهي ؛لأنهم الواسطة بينهم وبين الله وإنْ ولاية الفقيه من حيث هي ولاية لطف إلهي باعتبارها مستمدة من ولاية المعصوم ( عليه السلام ) وفي ظل غياب المعصوم يرجع إلى الولي الفقيه الجامع للشرائط ؛لأنه نائب عنه ومن حيث تعددها فهي لطف أيضاً كما تبين في البحث .
  • إِنْ قاعدة اللطف تعد من فروع نظرية التحسين والتقبيح العقليين ولا يخفى على أحد بما لها من أهمية فنظرية التحسين والتقبيح العقليين كلامية ولها علاقة بأمهات المسائل الكلامية ولكن دخلت وأثرت في علم الأصول وعلم الفقه وبمختلف الجوانب وانعكس هذا الشيء على قاعدة اللطف فكان لها التأثير نفسه و التداخل ذاته مع باقي العلوم ؛نظراً لتداخل العلوم فيما بينها ولاسيما الشريعة الإسلامية التي من سماتها هذا التداخل الواضح .
  • إنّ الله سبحانه وتعالى قد خلق العباد لغايات متعددة ومنها العبادة ولأهمية العبادة ولمعرفة الله سبحانه وتعالى بطبيعة عباده فقد شرع لهم التشريعات وبين لهم الأحكام وكل ما يحتاجون إليه وراعى فيه جميع الجوانب التي تكون من مصلحة عباده للطفه تعالى بهم فتميزت الأحكام بسهولتها ومراعاتها لكل جوانب القوة والضعف في الإنسان وتقديم مصلحتهم على كل شيء وإبتناء الأحكام على المصالح والمفاسد فأمرهم بما فيه مصلحتهم ونهاهم عما فيه مفسدتهم .
  • إن من لطف الله سبحانه وتعالى جعل الأحكام متنوعة وأدلتها متنوعة حتى لايتم تقييد المجتهد في استنباط الحكم الشرعي بأدلة معينة ؛لأنها قد لا تؤدي إلى الكشف عن الحكم الشرعي فهل يبقى المجتهد من دون نتيجة ويبقى المُكَلّف جاهلاً بموقفه الشرعي فلطف الله بعباده يمنع من هذا الشيء ولا يحصل لذلك فقد تنوعت الأحكام إلى أحكام واقعية وأحكام ثانوية كذلك الأدلة فهي متنوعة فالأدلة الأربعة الثابتة ومن بعدها تأتي الأدلة الثانوية كالأصول العملية التي جعلت للتيسير والتخفيف على العباد لأن مواطن الشك والجهل كثيرة ولاسيما في هذه العصور بحسب تطور طبيعة الإنسان فتتطلب بيان للحكم والدليل الشرعي على هذا الحكم ومن هنا تم التنوع في الأحكام والأدلة بحسب الظروف التي يمر بها المُكَلّف .
  • أن قاعدة اللطف أثرت في علم الأصول وكان لها تأثير واضح في بعض المسائل الأصولية ومنها الإجزاء كذلك البراءة والإجماع وإنّ الإجزاء هو التخفيف والتيسير على العباد وما هذا المعنى إلا لطفٌ بالعباد  ومن جهة البراءة فنقول بسبب كثرة حالات الجهل والشك في بعض الأحكام ولاسيما المستحدثة فهل تبقى من دون موقف منها فإذا لم يقم عليها دليل قطعي على الحرمة أو الجواز قلنا ببراءة الذمة أيذمة المُكأّف من التقصير وكذلك الأمن من العذاب الأخروي ؛لأنه يقبح العقاب من دون بيان وهذه من أمهات القواعد المهمة في علم الأصول والتي لها جذور كلامية فما هذه البراءة وما هذا الأمن من العقاب إلا لطفٌ أيضاً منه تعالى  وأما جهة الإجماع فكذلك من لطف الله أنه إذا أجتمع العلماء على شيء أو حكم معين وكان ليس  صحيحاً أو فيه مخالفة قد تكون خافية عليهم فمن اللطف أن يصدهم الله عن هذا الإجماع .
  • إن قاعدة اللطف أثرت في علم الفقه وبكل أبوابه فكان لها الأثر الواضح في باب العبادات ؛لآن الله كلفنا وفق ما نستطيع ولم يكلفنا فوق طاقتنا ولم يفرض علينا تكاليف تكون سبباً في وقوعنا بالضرر والحرج وإنما بالعكس رخص لنا ودفع عنا كلما يسبب ذلك .
  • إن قاعدة اللطف أثرت في باب المعاملات فهي أيضاً مبتنية على اللطف فأمضى الله سبحانه وتعالى المعاملات الصحيحة ونهى عن المعاملات الضررية التي ليست في مصلحة الإنسان وجعل لهم قواعد عامة كان لها أثر مهم في إجراء معاملاتهم فيما بينهم وحتى مع غير المسلمين حتى لا يقعوا في الضيق والحرج ونحن نعلم مدى أهمية جانب المعاملات في حياة الإنسان ولتوقف باقي الجوانب عليه .
  • إنّ من خلال قاعدة اللطف تبين أن الله سبحانه وتعالى قد جعل العقوبات لطفاً منه لعباده ؛ لأنها ما جعلت العقوبات إلا من باب المصلحة وحفظ حقوق المجتمع حتى يكون خالياً من الجرائم والمخالفات التي تجر الإنسان إلى الهاوية والمشاكل .
  • إنّ الحياة في تطور مستمر فالأحداث والاكتشافات المستمرة لابد من معرفة الموقف العملي للمكَلّف تجاه تلك الوقائع والمستجدات  حيث تكفلت قاعدة اللطف الإجابة عن تلك التساؤلات ؛لأن لطف الله سبحانه وتعالى لا يليق به أن يترك عباده هكذا لذلك فهذا الكم الهائل من الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام ) تكفلت بهذا الشيء فلا توجد واقعة في كل زمان ومكان إلا ولها حكم سواء في الكتاب الكريم أو تفصيلاتها في السنة المطهرة .