من كتاب : قُل ولا تقل لـ د. مصطفى جواد
قل: هذا رجل رُجعي ورجوعي ولا تقل: رَجعي.
ويقولون للرجل المتمسك بالأمور القديمة العقيمة والأمر القديم العقيم “رَجعي” لبيان أنه ضد التقدمي، وذلك خطأ، لأن “الرَّجعي” منسوب إما إلى الرجع وهو مصدر الفعل المتعدي “رجعه يرجعه رجعًا” وإما إلى “الرَّجعة” وهي الحياة الثانية في الدنيا، ومنها قولهم: فلان يقول بالرجعة ويعتقدها وهو من أهل الرجعة، أي ممن يؤمنون بأن ناسًا من الموتى سيعودون إلى الحياة بعد الموت ويحيون حياة ثانية. جاء في مختار الصحاح: “وفلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت”.
فالرجعة صارت مصطلحًا، وذلك ضد ما يريد القائل. لأن الحياة بعد الموت هي تجدّد وتقدّم، فاستعماله خطأ مبين. والذي منع من استعمال “الرَّجعي” منسوبًا إلى مصدر الثلاثي المتعدي هو أن المراد الفعل اللازم لإفادة النكوص والتأخر، ومصدره “الرجوع والرُجعى” ليقابل الفعل اللازم “تقدّم” ومصدره التقدّم”، وهما غير “تقدّمه” المتعدي ومصدره التقدّم أيضًا، غير المرادين هنا.
فالرجوعي واضح المعنى، وبقي “الرُجعي” وهو منسوب إلى “الرُجعى” على وزن الدنيا وهو مصدر الفعل اللازم “رجع”. جاء في مختار الصحاح: “والرُجعى: الرجوع”. ومنه قوله تعالى: “إن إلى ربك الرُّجعى”.