شرح حكم نهج البلاغة – 32

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

إذا كانت لك إلى اللّه سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصّلاة على النبيّ‌ [1] صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ سل حاجتك، فإنّ اللّه أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي إحداهما و يمنع الأخرى. [2]

إنّ اللّه سبحانه وضع الثّواب على طاعته، و العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، و حياشة لهم إلى جنّته (1) -. [3] الذودة : الدفع و المنع. و حياشة مصدر: حشت الصيد-بضمّ الحاء، أحوشه، إذا جئته من حواليه لتصرفه إلى الحبالة. [4]

أشار عليه السلام إلى غايتي الحكمة الإلهية من وضع الثواب و العقاب و هما دفع عباد اللّه عن نقمته و جمعهم إلى جنّته.

إنّ الحقّ ثقيل مري‌ء، و إنّ الباطل خفيف وبي‌ء (2) -. [5] مرؤ الطعام-بالضمّ-فهو مري‌ء على «فعيل» كخفيف. و وبى‌ء البلد-بالكسر-فهو وبي‌ء على «فعيل» أيضا. [6]

و المراد أنّ الحقّ و إن كان ثقيلا إلاّ أنّ عاقبته محمودة، و الباطل و إن كان خفيفا إلاّ أنّ عاقبته مذمومة، فلا يحملنّ أحدكم حلاوة عاجل الباطل على فعله، فلا خير في لذّة قليلة عاجلة، يتعقّبها مضارّ عظيمة آجلة، و لا يصرفنّ أحدكم عن الحقّ ثقله، فإنّه سيحمد عقبى ذلك، كما يحمد شارب الدواء المرّ شربه فيما بعد إذا وجد لذّة العافية.

[1] في النهج: على رسوله.

[2] نهج البلاغة، الحكمة 361.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 368.

[4] شرح ابن أبي الحديد 19-298.

[5] نهج البلاغة، الحكمة 376.

[6] شرح ابن أبي الحديد 19-313.