من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
احذر أن يراك اللّه عند معصيته، و يفقدك عند طاعته، فتكون من الخاسرين، و إذا قويت فاقو على طاعة اللّه، و إذا ضعفت فاضعف عن معصية اللّه (1) -. [1] حذر من الأمرين بما يلزمه من دخوله في زمرة الخاسرين لثواب اللّه يوم القيامة (2) -، ثمّ أمر بالقوّة على طاعة اللّه ليتمّ الاستعداد بها لرحمته، و بالضعف عن معصيته ليضعف الاستعداد بها عن قبول سخط اللّه و نقمته.
ألا و إنّ من البلاء الفاقة، و أشدّ من الفاقة مرض البدن، و أشدّ من مرض البدن مرض القلب، ألاّ و إنّ من النّعم سعة المال، و أفضل من سعة المال صحّة البدن، و أفضل من صحّة البدن تقوى القلب (3) -. [2] أشار عليه السلام إلى درجات البلاء و تفاوتها بالشدّة و الضعف، و إلى ما يقابلها من درجات النعمة كذلك.
فأمّا مرض القلب و صحّته فالمراد بها التقوى، و صحّتها، قال اللّه تعالى: «إِلاََّ مَنْ أَتَى اَللََّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ» . [1]
و قال بعض الشعراء:
المال للمرء في معيشته # خير من الوالدين و الولد
و إن تدم نعمة عليك تجد # خيرا من المال صحّة الجسد
و ما بمن نال فضل عافية # و قوت يوم فقر إلى أحد
[1] نهج البلاغة، الحكمة 383.
[2] نهج البلاغة، الحكمة 388.