شرح حكم نهج البلاغة –  39

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه (1) -. [2]

ليس يعني أنّ الاحتشام علّة الفرقة بل هو دلالة و أمارة على الفرقة، لأنّه لو لم يحدث عنه ما يقتضي الاحتشام لانبسط على عادته الأولى، فالانقباض أمارة المباينة.

[1] شرح ابن أبي الحديد 20-182-183.

[2] نهج البلاغة، الحكمة 480.


بقيّة السّيف أنمى عددا، و أكثر ولدا (1) -. [1]

قال ابن ميثم: لا أرى ذلك إلاّ للعناية الإلهيّة ببقاء النوع و حفظه و إقامته. [2]

و قال ابن أبي الحديد في شرحه: قال شيخنا أبو عثمان: ليته لمّا ذكر الحكم ذكر العلّة! ثمّ قال: قد وجدنا مصداق قوله في أولاده و أولاد الزبير و بني المهلّب و أمثالهم ممّن أسرع القتل فيهم.

و أتي زياد بامرأة من الخوارج فقال: أما و اللّه لأحصدنّكم حصدا، و لأفنينّكم عدّا، فقالت: كلاّ، إنّ القتل ليزرعنا، فلمّا همّ بقتلها

تستّرت بثوبها، فقال: اهتكوا سترها لحاها اللّه! [1] فقالت: إنّ اللّه لا يهتك ستر أوليائه، و لكن الّتي هتك‌ [2] سترها على يد ابنها سميّة، فقال:

عجّلوا قتلها أبعدها اللّه!فقتلت. [3]

[1] نهج البلاغة، الحكمة 84.

[2] شرح ابن ميثم 5-283.

[1] قال في الصحاح 6-2481-مادّة لحي: و قولهم: لحاه اللّه، أي قبّحه و لعنه.

[2] إشارة إلى ما وقع في زمان معاوية بن أبي سفيان من إلحاق زياد بأبيه بشهادة أبي مريم السّلوليّ في محضر زياد بزناء أبي سفيان بسميّة. منه (ره) .

انظر تفصيل ذلك في شرح ابن أبي الحديد 16-187 نقلا عن المدائنيّ.

[3] شرح ابن أبي الحديد 18-235.