شرح حكم نهج البلاغة –  43

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

**تكلّموا تعرفوا، فإنّ المرء مخبوء تحت لسانه (1) -. [1]

قال ابن أبي الحديد: هذه إحدى كلماته عليه السلام الّتي لا قيمة لها، و لا يقدر قدرها [2] ، و المعنى قد تداوله الناس قال:

و كائن ترى من صامت لك معجب # زيادته أو نقصه في التكلّم

[3]

لسان الفتى نصف و نصف فؤاده # فلم يبق إلاّ صورة اللّحم و الدّم‌

[4]

**التّقى رئيس الأخلاق (2) -. [5]

التّقى‌ هو الورع و الخوف من اللّه، و إذا حصل حصلت الطاعات كلّها، و انتفت القبائح كلّها، و تلك طبقة عالية أشرف من جميع الطبقات الّتي يمدح بها الإنسان.


[1] نهج البلاغة، الحكمة 392.

[2] شرح ابن أبي الحديد 19-340.

[3] أي: و كم صامت يعجبك صمته فتستحسنه و إنّما تظهر زيادته و نقصانه عن غيره عند التكلّم.

[4] البيتان لزهير بن أبي سلمى، من معلّقته بشرح الزوزني، ص 80.

[5] نهج البلاغة، الحكمة 410.