من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
**الحلم غطاء ساتر، و العقل حسام قاطع، فاستر خلل خلقك بحلمك، و قاتل هواك بعقلك (1) -. [1]
لمّا جعل اللّه الحلم غطاء، و العقل حساما، أمره أن يستر خلل خلقه بذلك الغطاء، و أن يقاتل هواه بذلك الحسام، و كون الحلم غطاء باعتبار انّه يستر سورة الغضب و قبيح ما يصدر عنه من الأفعال.
**الحلم و الأناة توأمان، ينتجهما علوّ الهمّة (2) -. [2]
و ذلك لأنّ عالي الهمّة يستحقر كلّ ذنب و مذنب في حقّه، فيحلم عنه و يتأنّى عن المبادرة إلى مقابلته.
قالوا: علّمنا اللّه تعالى فضيلة الأناة بما حكاه عن سليمان، [3] «سَنَنْظُرُ أَ صَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ اَلْكََاذِبِينَ» . [4]
و كان يقال: الأناة حصن السلامة، و العجلة مفتاح الندامة. [5]
و قيل أيضا: التأنّي مع الخيبة خير من التهوّر مع النجاح. [6]
[1] نهج البلاغة، الحكمة 424.
[2] نهج البلاغة، الحكمة 460.
[3] سورة النمل (27) -27.
[4] شرح ابن أبي الحديد 20-177.
[5] شرح ابن أبي الحديد 20-177.
[6] شرح ابن أبي الحديد 20-177.