شرح حكم نهج البلاغة – 62

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

الشّفيع جناح الطّالب (1) -. [1]

استعار له لفظ الجناح‌ باعتبار كونه وسيلة له إلى مطلوبه كجناح الطائر.

شتّان بين‌ [2] عملين: عمل تذهب لذّته و تبقى تبعته، و عمل تذهب مئونته و يبقى أجره (2) -. [3]

شتّان بين العملين‌ : أي بعد ما بينهما. و الأوّل: العمل للدنيا، و تبعته هو ما يتبعه من الشقاوة الأخرويّة. و الثاني: عمل الآخرة، و ظاهر أنّ فيهما فرقا عظيما و بونا بعيدا.


[1] نهج البلاغة، الحكمة 63.

[2] في النهج: ما بين.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 121.


شاركوا الّذين قد أقبل عليهم الرّزق‌ [1] ، فإنّه أخلق للغنى، و أجدر بإقبال الحظّ (1) -. [2]

أخلق‌ و أجدر : أي أولى. و لمّا كان إقبال الرزق بتوافق أسبابه في حقّ من أقبل عليه، كانت مشاركته مظنّة إقبال حظّ الشريك، و إقبال الرزق عليه بمشاركته.

شرّ الإخوان من تكلّف له (2) -. [3]

أي من أحوج إلى الكلفة له. و ذلك لأنّ الإخاء الصادق بينهما يوجب الانبساط و ترك التكلّف، فإذا احتيج إلى التكلّف له فقد دلّ ذلك على أن ليس هناك إخاء صادق، و من ليس بأخ صادق فهو من شرّ الإخوان.

(3) –


[1] في النهج: شاركوا الذي قد أقبل عليه الرزق.

[2] في نهج البلاغة، الحكمة 230: بإقبال الحظّ عليه.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 479.

قال الرضيّ (ره) : لأنّ التكليف مستلزم للمشقّة، و هو شرّ لازم عن الأخ المتكلّف له، فهو شرّ الإخوان. (نهج البلاغة، ص 559) .