رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )، الإمام زين العابدين ( ع )، ص ٢٥
https://ablibrary.net/#/reading/booklist/10383/25
حقوق الرعية
أ – الرعيّة بالسلطان :
فأما حقوق رعيتك بالسلطان : فأن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم ، فإنه إنما أحلهم محل الرعيّة لك ضعفهم وذلّهم ، فما أولى من كفاكه ضعفه وذله حتى صيره لك رعيّة ، وصير حكمك عليه نافذا ، لا يمتنع منك بعزة ولا قوة ، ولا يستنصر فيما تعاظمه منك – إلّا باللّه – بالرحمة والحياطة والأناة . وما أولاك إذا ما عرفت ما أعطاك اللّه من فضل هذه العزة والقوة التي قهرت بها أن تكون للّه شاكرا ، ومن شكر اللّه أعطاه فيما أنعم عليه .
ولا قوة إلّا باللّه « 1 » .
( 1 ) . وفي رواية : وأما حق رعيتك بالسلطان فان تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك ، فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم ، وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة وتشكر اللّه عز وجل على ما أولاك ،
ب – الرعية بالعلم
قوله عليه السّلام:
وأما حق رعيتك بالعلم : فأن تعلم أن اللّه قد جعلك لهم خازنا فيما آتاك من العلم وولاك من خزانة الحكمة ، فان أحسنت فيما ولّاك اللّه من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده ، الصابر المحتسب ، الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه ، كنت راشدا ، وكنت لذلك آملا معتقدا وإلّا كنت له خائنا ولخلقه ظالما ولسلبه وعزه متعرضا .
وأما حق رعيتك بالعلم : فأن تعلم أن اللّه قد جعلك لهم خازنا فيما آتاك من العلم وولاك من خزانة الحكمة ، فان أحسنت فيما ولّاك اللّه من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده ، الصابر المحتسب ، الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه ، كنت راشدا ، وكنت لذلك آملا معتقدا وإلّا كنت له خائنا ولخلقه ظالما ولسلبه وعزه متعرضا .قوله عليه السّلام:
ج – الرعية بملك النكاح
قوله عليه السّلام:
وأما حق رعيتك بملك النكاح : فأن تعلم أن اللّه جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية ، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد اللّه على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة اللّه ويكرمها ويرفق بها وإن كان حقك عليها أغلظ ، وطاعتك بها ألزم ، فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية . فان لها حق الرحمة والمؤانسة .
ولا قوة إلّا باللّه « 1 » .
( 1 ) . وفي رواية : وأما حق الزوجة فان تعلم أن اللّه عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا ، فتعلم أن ذلك نعمة من اللّه عليك فتكرمها وترفق بها وإن كان حقك عليها أوجب فان لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك ، وتطعمها وتكسوها . وإذا جهلت عفوت عنها .
د – الرعية بملك اليمين قوله عليه السّلام:
وأما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك ، ولحمك ودمك ، وإنك لم تملكه لأنك صنعته دون اللّه ، ولا خلقت له سمعا ولا بصرا ، ولا أجريت له رزقا ، ولكن اللّه كفاك ذلك ثم سخره لك ، ائتمنك عليه واستودعك إيّاه لتحفظه فيه وتسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل وتلبسه مما تلبس ، ولا تكلفه ما لا يطيق . فان كرهته خرجت إلى اللّه منه واستبدلت به ولم تعذب خلق اللّه .
ولا قوة إلّا باللّه « 1 » .
( 1 ) . وفي رواية : وأما حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك ، ولم تملكه لأنك صنعته من دون اللّه ، ولا خلقت شيئا من جوارحه ، ولا أخرجت له رزقا ، ولكن اللّه عز وجل كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ، ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه ، فأحسن إليه كما أحسن اللّه إليك وإن كرهته استبدلت به ، ولم تعذب خلق اللّه عز وجل ولا قوة إلّا باللّه .