من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
توقف الوضع على تصور اللفظ
- ما المراد من توقف الوضع على تصور اللفظ ؟
ج: إنَّ الواضع عندما يريد أنْ يضع لفظاً لمعنى لا بدَّ له أنْ يتصور ذلك اللفظ , ومثاله الأب , الذي يريد أنْ يسمي وليده الجديد , فإنَّهُ يختار له لفظاً , وأنَّهُ يتصور هذا اللفظ قبل أنْ يحدده لهذا الوليد.
- ما أنحاء تصور اللفظ؟
ج: يكون تصور اللفظ على نحوين :
الأول : أنْ يكونَ تصور اللفظ بنفسه , فيسمى الوضع شخصيّاً , ومثاله: وضع أسماء الأجناس , كـ إنسان , رجل , ويسمى أيضاً وضعاً جزئياً.
الثاني: أنْ يكونَ تصور اللفظ بعنوانٍ مشيرٍ إليه , فيسمى الوضع نوعيّاً, ويسمّى وضعاً كلّياً أيضاً , ومثاله: وضع الهيأة المحفوظة في ضمن كل أسماء الفاعلين لمعنى هيأة اسم الفاعل ، فإنَّ الهيأة لمّا كانت لا تنفصل في مقام التصور عن المادة وكان من الصعب إحضار تمام المواد عند وضع اسم الفاعل اعتاد الواضع أنْ يحضر الهيأة في ضمن مادة معيّنة كفاعل ، ويضع كل ما كان على هذه الوتيرة للمعنى الفلاني فيكون الوضع نوعيّاً .
- ما أقسام الوضع باعتبار تصور اللفظ؟
ج: يقسم على قسمين:
الأول: وضع شخصيّ: وهو ما يكون بتصور اللفظ بنفسه.
الثاني: وضع نوعيّ: وهو ما يكون بتصور عنوان مشير إليه.
- ما فائدة الوضع النوعيّ؟
ج: يسهل عمليّة احضار المعاني , وخاصة لمّا كانت الهيأة لا تنفصل في مقام التصور عن المادة , ومثال ذلك لو وضع الواضع اسم الفاعل واراد إحضار تمام المواد التي على هذه الصيغة لكان من الصعب القيام بذلك , فقام بوضع هيأة يحضر من خلالها كل ما كان على هذه الوتيرة للمعنى الفلاني.