رسالة ماجستير
اسم الباحث : مصطفى غازي عباس حمود
اسم المشرف :أ.م. د اقبال وافي نجم
الاختصاص : الشريعة والعلوم الإسلامية
سنة نشر البحث : 2023
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
الملخص:الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين
أما بعد
فقد تناول البحث نوعين من التفسير هما التفسير الموضوعي والتفسير البنائي اللذان ظهرا في القرن الماضي قائمين على جذور مهمة تعود إلى صدر الإسلام وقد استفاد كل منهما من الثروة التفسيرية الكبيرة التي تتمثل في ما بين أيدينا من تفاسير اتخذت الشكل التجزيئي الترتيبي.
وبعد دراسة وتحليل لهما في الجانبين النظري والعملي خلص البحث إلى استخراج مجموعة من الأصول والقواعد والمصادر التي قام عليها ووظفها كل من التفسيرين ثم أتت مرحلة الموازنة بينهما وفق ما أبرزته الأصول والقواعد والمصادر من معطيات استدل بها البحث على ما خلص له من نتائج وقد اشتملت فصول البحث الثلاثة على شواهد وأمثلة تعزز ما يذهب إليه وما يخلص له من نتائج.
وقد اسفر الفصل الأول الذي خصص للبحث في أصول التفسير، وقد ظهر من خلال الموازنة أن التفسيرين يشتركان في أغلب أصول التفسير فهما يتعاملان مع النص القرآني المبارك على أنه وحي إلهي لم ينله التحريف وأن ظاهره حجة كما أنهما اتفقا على توظيف علوم القرآن ومعارفه في التفسير ووظفا التفسير التجزيئي واعتمدا التوفيق بين الأقوال التفسيرية والترجيح بين المتضاد منها، وافترقا في الغاية من الاعتقاد بتلك الأصول وتبنيها، فالتفسير الموضوعي كان يتبنى تلك الأصول وينطلق منها ليجعل القرآن الكريم مهيمن على التجربة البشرية، والأمر الآخر الذي كان يسعى له هو استخراج الرؤية القرآنية لموضوعات الحياة المختلفة، في حين كان التفسير البنائي يتبنى تلك الأصول ليثبت ترابط السورة القرآنية واتحاد بنائها وأن أجزاءها منتظمة وفق هندسة إلهية معجزة.
أما الفصل الثاني الذي خصص لقواعد التفسير الموضوعي والبنائي فنجد الاشتراك والافتراق يحضر أيضًا وأن قواعد التفسير البنائي يمكن أن تكون قواعد للتفسير الموضوعي (الكشفي) الباحث عن وحدة السورة المباركة، كما أن بعض قواعد التفسير الموضوعي بعنوانه العام يمكن أن تطبق في التفسير البنائي ويستفاد منها في عملية الكشف عن مراد الله غير أن هنالك ما اختص به التفسير الموضوعي وهو القاعدة الخاصة بالجمع الكامل لآيات الموضوع من كل القرآن الكريم مضافًا إلى القاعدة الخاصة بالجمع بين الآراء التفسيرية وما يفضي له من توسعة المعنى فهما من خصائص التفسير الموضوعي بالنحو الذي بينه البحث مفصلًا.
أما الفصل الثالث فكان عن مصادر التفسير الموضوعي والبنائي وقد اشتركا في جميع المصادر التفسيرية وقد قدما القرآن الكريم على أنه المصدر الأساس الذي يقومان عليه ولكنهما افترقا في مقدار الأخذ من تلك المصادر طبقًا للغاية التي يقصدها كل منهما ومساحة البحث، فالموضوعي يبحث في القرآن الكريم كله عن الموضوع في حين أن البنائي يدور في حدود السورة القرآنية الواحة ولا يتعداها إلا نادرًا، وإن الموضوعي يقصد الدلالة والمعنى، في حين إن البنائي درس السورة دلاليًا وجماليًا بما يثبت اتحاد أجزائها وتماسك بنائها، وهذا الأمر بالتأكيد انعكس على حجم وكيفية الأخذ من بعض مصادر التفسير.
وقد خلص البحث لجملة من النتائج منها اصالة هذين النوعين من التفسير وأنهما نتاج أصول وقواعد ومصادر التفسير وبالتالي فنتاجهما حجة يهتدى به لمراد الله تعالى وأن تفسير القرىن بالقرآن هو عمادهما كما أن فك التداخل بين التفسير الموضوعي والبنائي يكون باخراج التفسير الموضوعي (الكشفي) من عنوان التفسير الموضوعي وإدراجه مع البنائي أو إيجاد عنوان جامع لهما لأن بقاءه مع الموضوعي غير مناسب فهو اقرب للبنائي بكثير من صلته بالتفسير الموضوعي بمعناه العام المعروف.