شرح حكم نهج البلاغة –74

العلم علمان: مطبوع و مسموع، و لا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع. [3]

(1) –

المراد من المطبوع‌ هو العقل بالملكة و هو الاستعداد بالعلوم الضروريّة للانتقال منها إلى العلوم المكتسبة و المسموعة من العلماء، فإذا لم يكن هناك استعداد لم ينفع الدرس و التكرار.

و قد ذكر الغزّاليّ في أقسام العلوم هذين القسمين أيضا، ثم قال:

و كلا القسمين قد يسمّى عقلا، قال علي عليه السلام: [1]

رأيت العقل عقلين # فمطبوع و مسموع

و لا ينفع مسموع # إذا لم يك مطبوع

كما لا تنفع الشمس # وضوء العين ممنوع‌

********************************

عند تناهي الشّدّة تكون الفرجة، و عند تضايق حلق البلاء يكون الرّخاء (1) -. [2]

الفرجة -بفتح الفاء-: التفصّي من الهمّ، قال الشاعر:

ربّما تجزع النفوس من الأم # ر له فرجة كحل العقال‌

[3]

و من كلامه عليه السلام: إنّ للنكبات غايات. [4]

و كان يقال: إذا اشتدّ المضيق، اتّسعت الطريق، و يقال أيضا:

[3] نهج البلاغة، الحكمة 338.

[1] إحياء علوم الدين 1-76، في بيان حقيقة العقل و أقسامه.

[2] نهج البلاغة، الحكمة 351.

[3] البيت لأمية بن أبي الصلت. الصحاح 1-334-فرج.

[4] تحف العقول، باب قصارى كلمات أمير المؤمنين عليه السلام، الحديث 12.