من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
العلم مقرون بالعمل، فمن علم عمل، و العلم يهتف بالعمل، فإن أجاب و إلاّ ارتحل (1) -. [2]
إنّ اللّه تعالى جعل للنفس العاقلة قوّتين: علميّة و علميّة، و جعل كمالها باستكمال هاتين القوّتين بالعلم و العمل، و لا كمال لها بالعلم دون اقترانه بالعمل بل هو حجّة على صاحبه، و كذلك العكس.
قال عليه السلام: قصم ظهري رجلان، عالم متهتّك، و جاهل متنسّك. [3]
***************************
العين حقّ، و الرّقى حقّ، و السّحر حقّ، و الطّيرة ليست بحقّ، و العدوى ليست بحقّ، و الطّيب نشرة، و العسل نشرة، و الرّكوب نشرة، و النّظر إلى الخضرة نشرة. [4]
و يروى: «الغسل نشرة» بالغين المعجمة، أي التطهير بالماء (2) -. [5]
و في الحديث: العين حقّ، و لو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين. [6]
و الإصابة بالعين هي أن تستحسن النفس صورة مخصوصة و تتعجّب منها، و تكون تلك النفس خبيثة جدّا، فينفعل جسم تلك الصورة مطيعا لتلك النفس كما ينفعل البدن للسمّ.
[1] شرح ابن أبي الحديد 19-267.
[2] في نهج البلاغة، الحكمة 366: فإن أجابه و إلاّ ارتحل عنه.
[3] منية المريد-181.
[4] نهج البلاغة، الحكمة 400.
[5] شرح ابن أبي الحديد 19-372.
[6] المصدر السابق .
و حكي أنّ علماء الفرس و الهند و أطباء اليونانييّن و دهاة العرب و أهل التجربة يكرهون الأكل بين يدي السباع يخافون عيونها للّذي فيها من النّهم و الشره، و لما ينحلّ عند ذلك من أجوافها من البخار الرديء، و ينفصل من عيونها ممّا إذا خالط الإنسان نقض بنية قلبه و أفسده. و كانوا يكرهون قيام الخدم بالمذابّ [1] و الأشربة على رؤوسهم خوفا من أعينهم و شدّة ملاحظتهم إيّاهم، و كانوا يأمرون بإشباعهم قبل أن يأكلوا، و كانوا يقولون في الكلب و السنّور إمّا أن يطرد أو يشغل بما يطرح له. [2]
و قالت الحكماء: نفوس السباع أردأ النفوس و أخبثها لفرط شرهها و شرّها. [3]
و عن الكافي مسندا عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
الكلاب من ضعفة الجنّ، فإذا أكل أحدكم الطعام و شيء منها بين يديه فليطعمه أو ليطرده فإنّ لها أنفس سوء. [1]
[1] جمع المذبّة، و هو ما يذبّ به الذباب. منه (ره) .
[2] كتاب الحيوان، للجاحظ 2-131-132.
[3] نفس المصدر 2-132.