من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
غيرة الرّجل إيمان، و غيرة المرأة كفر (1) -. [3]
أمّا الأوّل فلأنّ غيرة الرجل يستلزم سخطه لما سخط اللّه من اشتراك رجلين في امرأة و ذلك إيمان بخلاف المرأة فلأنّها تقوم بغيرتها في تحريم ما أحلّ اللّه و هو اشتراك مرأتين فما زاد في رجل واحد و يقابله بالردّ و الإنكار و تحريم ما أحلّ اللّه و سخطه ما رضيه ردّ عليه و هو لا محالة كفر.
و أيضا فإنّ المرأة قد تؤدّي بها الغيرة إلى ما يكون كفرا على الحقيقة كالسحر، فقد ورد في الحديث: أنّه كفر. [4]
*****
الغنى الأكبر اليأس عمّا في أيدي النّاس. [5]
أشار بهذا إلى ذمّ الطمع و مدح الناس و قد أكثر الناس في هذا المعنى نظما و نثرا، و ممّا يروى لعبد اللّه بن المبارك الزاهد: [1]
قد أرحنا و استرحنا # من غدوّ و رواح
و اتّصال بأمير # و وزير ذي سماح
بعفاف و كفاف # و قنوع و صلاح
و جعلنا اليأس مفتا # حا لأبواب النجاح
[1] شرح ابن أبي الحديد 18-191.
[2] نفس المصدر 18-190.
[3] في نهج البلاغة، الحكمة 124 تقديم و تأخير في الفقرتين.
[4] شرح ابن أبي الحديد 18-312.
[5] نهج البلاغة، الحكمة 342.
[1] شرح ابن أبي الحديد 19-246.