من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
فاعل الخير خير منه، و فاعل الشّرّ شرّ منه (1) -. [1]
و ذلك لأنّ الخير و الشرّ ليسا عبارة عن ذات حيّة قادرة، و إنّما هما فعلان، أو عدمان، أو مختلفان، فلو قطع النظر عن الذات الحيّة القادرة الّتي يصدران عنها، لما انتفع أحد بهما و لا استضرّ، فالنفع و الضرر إنّما حصلا من الحيّ الموصوف بهما لا منهما على انفرادهما، فلذلك كان فاعل الخير خيرا من الخير، و فاعل الشرّ شرّا من الشرّ.
قال ابن أبي الحديد: [2]
خير البضائع للإنسان مكرمة # تنمي و تزكو إذا بارت بضائعه
فالخير خير و خير منه فاعله # و الشرّ شرّ و شرّ منه صانعه
[1] نهج البلاغة، الحكمة 32.
[2] شرح ابن أبي الحديد 18-149.