الجمل في النحو –النصب بالمدح

والنصب بالمدح
قولهم « 1 » : مررت بزيد ، الرّجل الصّالح . نصبت « الرّجل الصالح » على المدح . وإن شئت جعلته بدلا من زيد ، فخفضته .
وإن شئت رفعته على إضمار « هو » ، كقولك : مررت بزيد ، هو الرّجل الصّالح .
وزعم يونس [ النحويّ ] « 2 » أنّ نصب هذا الحرف على المدح ، في سورة « النساء » : « 3 » ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ ) ، و « 4 » ( الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ ) . قال الشاعر : « 5 »
لا يبعدن قومي الّذين هم * سمّ العداة وآفة الجزر
النّازلين بكلّ معترك * والطّيّبين معاقد الأزر « 6 »
نصب « النازلين » و « الطيّبين » على المدح « 7 » . ويروي « 8 » بعضهم :

نصب « النازلين » و « الطيّبين » على المدح « 7 » . ويروي « 8 » بعضهم :« والطّيّبون » – وينشد على ثلاثة أوجه « 1 » – ويقول : إذا طال كلام العرب بالرفع نصبوا ، ثم رجعوا إلى الرفع . وقال الأخطل : « 2 »
نفسي فداء أمير المؤمنين إذا * أبدى النّواجد يوم باسل ذكر
الخائض الغمر والميمون طائره * خليفة اللّه يستسقى به المطر « 3 »
نصب « الخائض » و « الميمون » و « خليفة اللّه » « 4 » ، على المدح والتعظيم . وقال الأخطل أيضا : « 5 »
لقد حملت قيس بن عيلان حربها * على مستقلّ بالنّوائب والحرب
أخاها إذا كانت عضاضا سمالها * على كلّ حال من ذلول ومن صعب « 6 »
نصب « أخاها » ، على المدح . ولولا ذلك لخفضه ، على البدل « 7 » من « مستقلّ » .
وإنّما ينصب المدح والذمّ والترحّم والاختصاص ، على إضمار « أعنى » . [ ويفسّر على ذلك « للّه » و « لرسوله » و « الحمد » و « الشكر » ] « 8 » .



( 1 ) ب : قولك .
( 2 ) من ق .
( 3 ) الآية 162 . وانظر الكتاب 1 : 249 .
( 4 ) الآية 177 من البقرة .
( 5 ) ق : « قالت خرنق » . ديوانها ص 28 – 30 والكتاب 1 : 104 و 246 و 249 و 288 والأمالي 2 : 158 و 169 والجمل للزجاجي ص 82 والمحتسب 2 : 198 وأمالي ابن الشجري 1 : 244 والإنصاف ص 468 و 743 والهمع 2 : 119 والدرر 2 : 150 والعيني 3 : 602 و 4 : 72 والخزانة 2 : 301 . ويبعد : يهلك . والجزر : جمع جزور .
وهي الناقة تنحر .
( 6 ) الأزر : جمع إزار . ومعقد الإزار : موضع عقده .
( 7 ) ب : نصب النازلين على المدح وكذلك الطيبين .
( 8 ) سقط حتى « إلى الرفع » من النسختين .

( 1 ) يريد : نصب النازلين والطيبين ، أو رفعهما ، أو نصب إحداهما ورفع الأخرى .
( 2 ) ديوان الأخطل ص 197 – 199 والكتاب 1 : 248 والأغاني 7 : 168 واللسان ( جشر ) و ( بسل ) . وفي الأصل : « وقال آخر » . ب : « وقال الشاعر » . والنواجذ : جمع ناجذ . وهو الضرس يلي الناب . والباسل : الشديد . والذكر : الصلب العسير .
( 3 ) الغمر : الماء الكثير . وأراد به شدة الحرب . والميمون الطائر : المبارك الحظ .
( 4 ) ب : نصب كل هذا .
( 5 ) ديوان الأخطل ص 43 – 44 والكتاب 1 : 250 وديوان ذي الرمة ص 662 . وفي الأصل : « وقال الشاعر » . ب : « وقال آخر » . ق : « للنوائب » . وقيس بن عيلان : قبيلة .
والمستقل : الذي ينهض بما حمّل . والنوائب : جمع نائبة . وهي المصيبة .
( 6 ) العضاض : العاضة . وسما : ارتفع .
( 7 ) ب : لكان خفضا على بدل .
( 8 ) من ق .