شرح حكم نهج البلاغة –81

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

فقد الأحبّة غربة (1) -. [1]

استعار لفظ الغربة لفقد الأحبّة باعتبار ما يلزمهما من الوحشة و عدم الأنس.

و مثله قوله عليه السلام: الغريب من ليس له حبيب. [2]

قال الشاعر:

إذا ما مضى القرن الذي كنت فيهم # و خلّفت في قرن فأنت غريب‌

[3]

****************

فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها (2) -. [4]

قال كمال الدين بن ميثم: غير أهلها هم اللئام و محدثو النعمة و ساقطو الأصول، و إنّما كانت أهون لأنّ فوتها يستلزم غمّا واحدا و أمّا طلبها إلى غير أهلها فإنّها لا تحصل غالبا فيستلزم غمّ فوتها ثمّ ثقل الاستنكاف و الندم‌[الذمّ-ظ]من رفعها إليهم ثمّ غمّ ذلّ الحاجة إلى اللئام و له ألم عظيم، كما قال: الموت أحلى من سؤال اللئام. ثمّ غمّ ردّهم لها، و هي غموم أربعة. و كذلك إن قضيت كان فيها غمّ ثقل الاستنكاف، ثمّ ذلّ الحاجة إليهم فكان فوتها أهون على كلّ حال.


[1] نهج البلاغة، الحكمة 65.

[2] في نهج البلاغة، الكتاب 31، ص 404: الغريب من لم يكن له حبيب.

[3] شرح ابن أبي الحديد 18-210.

[4] نهج البلاغة، الحكمة 66.