من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- ما المراد من التقييد والمقيّد؟
ج: التقييد لغة : هو المنع والحبس([1]), فيقال: دابة مقيّدة اذا قُيّدت بعقال يمنعها عن الحركة([2]) . أمَّا في الاصطلاح: هو أن نلحظ الماهيّة بوصف زائد، كأن يلحظ الرقبة الموصوفة بالإيمان فيقول: تحرير رقبة مؤمنة.
أمَّا المقيّد: فهو اللفظ الذي قيد بقيد زائد.
- ما الفارق بين المطلق والمقيد؟
المطلق | المقيّد |
1ـ الإطلاق عدم لحاظ الخصوصيّة الزائدة. كما لو قال: تحرير رقبة. 2ـ الطبيعة محفوظة تتميز بأمر عدمي وهو عدم لحاظ الخصوصية . | 1ـ التقييد هو لحاظ خصوصيّة زائدة في الطبيعة. كما لو قال : تحرير رقبة مؤمنة. 2ـ الطبيعة محفوظة غير أنها تتميز بأمر وجودي وهو لحاظ الخصوصية. |
- ما نوع النسبة بين الإطلاق والتقييد؟
ج: لا إشكال بين العلماء أنَّ النسبة بين الإطلاق والتقييد نسبة التقابل([3])، إلا أنَّ الكلام بينهم في ماهيّة هذا التقابل ونوعه، وهذا ما يبحث في الحلقة الثانية وترك الشهيد الصدرu بحثه هنا لصعوبة المطلب على المبتدئ ، وكيفما كان فالمهم أنَّ النقطة المشتركة التي لم يقع فيها خلاف أنَّ النسبة بين الإطلاق والتقييد هي نسبة التقابل.
([1]) ظ: ابن منظور: لسان العرب3: 372.
([2]) ظ: ابن فارس: معجم مقاييس اللغة 3: 420.
([3])التقابل : هو المعنيان المتنافران اللذان لا يجتمعان في محل واحد من جهة واحدة في زمان واحد. وللتقابل أربعة أقسام :
1ـ تقابل النقيضين : ( أو السلب والإيجاب), مثل : إنسان ولا إنسان ،سواد ولا سواد ، منير وغير منير . والنقيضان : أمران وجودي وعدمي – أي عدم لذلك الوجودي – وهما لا يجتمعان ولا يرتفعان ببديهة العقل ، ولا واسطة بينهما .
2ـ تقابل الملكة وعدمها : كالبصر والعمى ، الزواج والعزوبة . فالبصر ملكة والعمى عدمها, ولا يصح أن يحل (العمى) إلا في موضع يصح فيه (البصر) ؛ لأن (العمى) ليس هو عدم البصر مطلقا ، بل عدم البصر الخاص ، وهو عدمه فيمن شأنه أن يكون بصيرا. فهما ليسا كالنقيضين لا يرتفعان ولا يجتمعان ، بل هما يرتفعان وإن كان يمتنع اجتماعهما . فالحجر لا يقال فيه : (أعمى) ولا (بصير) ؛ لأنَّ الحجر ليس من شأنه أن يكون بصيرا. إذا الملكة وعدمها : أمران وجودي وعدمي لا يجتمعان ، ويجوز أن يرتفعا في موضع لا تصح فيه الملكة .
3ـ تقابل الضدين : كالحرارة والبرودة ، والسواد والبياض ، والفضيلة والرذيلة ، والتهور والجبن ، والخفة والثقل .
والضدان : هما الوجوديان المتعاقبان على موضوع واحد ، ولا يتصور اجتماعهما فيه ، ولا يتوقف تعقل أحدهما على تعقل الآخر . ومن كلمة ( المتعاقبان على موضوع واحد ) يفهم أن الضدين لابد أن يكونا صفتين ، فالذاتان مثل إنسان وفرس لا يسميان بالضدين، وكذا الحيوان والحجر ونحوهما . بل مثل هذه تدخل في المعاني المتخالفة ، كما تقدم . وبكلمة ( لا يتوقف تعقل أحدهما على تعقل الآخر ) يخرج المتضايفان ، لأنهما أمران وجوديان أيضا ولا يتصور اجتماعهما فيه من جهة واحدة ، ولكن تعقل أحدهما يتوقف على تعقل الآخر ، وسيأتي .
4ـ تقابل المتضايفين : مثل : الأب والابن ، الفوق والتحت ، المتقدم والمتأخر ، العلة والمعلول ، الخالق والمخلوق . ينظر : منطق المظفر.