من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
اجتماع الحكم الواقعيّ والظاهريّ
- ما معنى اجتماع الحكم الواقعيّ والحكم الظاهريّ؟
ج: عرفنا أنَّ لكل واقعة حكماً واقعيّاً في اللوح المحفوظ , وفي بعض الحالات لا نعرف ذلك الحكم الواقعيّ , ومن لطف الله تعالى أنْ جعل لنا الأحكام الظاهريّة حال عدم القدرة على استحصال الأحكام الواقعيّة , وأحال المكلف إلى تلك الأحكام الظاهريّة , ففي هذه الحال يجتمع على واقعة واحدة حكمان , أحدهما: حكم واقعيّ غير منجز لعدم العلم به , والآخر : حكم ظاهريّ .
- هل يمكن اجتماع الحكم الواقعيّ و الحكم الظاهر ي على واقعة واحدة؟
ج: يمكن أنْ يجتمع حكمان في واقعة واحدة ، أحدهما : واقعيّ ، والآخر : ظاهريّ , مثلاً : إذا كان الدعاء عند رؤية الهلال واجباً واقعاً , وقامت الأمارة على إباحته ، فحكم الشارع بحجيّة الأمارة ، وبأنَّ الفعل المذكور مباحٌ في حق من يشك في وجوبه ، فقد اجتمع حكمان تكليفيان على واقعة واحدة ، أحدهما واقعيّ وهو الوجوب ، والآخر ظاهريّ وهو الإباحة ، وما دام أحدهما من سنخ الأحكام الواقعيّة ، والآخر من سنخ الأحكام الظاهريّة ، فلا محذورَ في اجتماعهما ، وإنَّما المستحيل أنْ يجتمع في واقعةٍ واحدةٍ وجوب واقعيّ وإباحة واقعيّة .
- لماذا يمكن اجتماع حكمين تكلفيين أحدهما واقعيّ والآخر ظاهريّ على واقعة واحدة؟
ج: لأنَّ الحكم الواقعيّ يختلف عن الحكم الظاهريّ, فإنَّ الحكم الواقعيّ من جنس , و الحكم الظاهريّ من جنس آخر, فلا إشكال في اجتماعهما , وأنَّ الحكم الظاهريّ لا ينجز إلاّ حال فقد الحكم الواقعيّ , فموضوع الحكم الظاهريّ هو عدم الوصول إلى الحكم الواقعيّ.