من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
إنّ للقلوب شهوة و إقبالا و إدبارا، فأتوها من قبل شهوتها و إقبالها، فإنّ القلب إذا أكره عمي. أمر عليه السّلام بإعمال النفوس فيما ينبغي إعمالها فيه من فكر و نظر، حين ميلها إليه، و إقبالها عليه. و نفّر عن حملها عليه مع النفرة عنه و الكراهيّة له، لأنّ إكراه النفس على الفكر في الشيء حين نفرتها عنه ملال أو ضعف، قوة يزيدها كراهيّة، و يمنعها ذلك عن إدراك ما تفكّر فيه، فلا يدركه و إن كان واضحا حتّى يكون كالأعمى.
إنّ مع كلّ إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خلّيا بينه و بينه، و إنّ الأجل جنّة حصينة.
أي إذا جاء القدر بموته على وفق القضاء الإلهيّ خلّيا بينه و بين القدر، و هو كقوله تعالى: «وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ اَلْمَوْتُ».