من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
تحديد دلالات الدّليل الشرعيّ
1 ـ تحديد دلالة الدّليل الشرعيّ اللفظيّ
- ما فائدة تحديد دلالات الدّليل الشرعيّ اللفظيّ؟
ج: ليعرف الطالب أنَّ الأدلة الشرعيّة اللفظيّة المتمثلة بالكتاب الكريم , والسنة الشريفة وصلت إلينا بألفاظ , وهذه الألفاظ خاضعة في أغلب جوانبها إلى قانون اللغة , وأنَّها لا تخرج عن نظامها وإلّا كان تكليفاً بغير مقدور , ولمعرفة دلالة هذه الأدلة لا بدَّ من الوقوف على النظام اللغوي , وملاحظة العلاقات الموجودة في هذا النظام حتى يستطيع الفقيه أنْ يعرف مراد الشارع من خلال درجات الظهور , التي يفهمها من النص , فعليه لا بد من التعرض لها.
- لماذا قدم السيد الصدر + تمهيداً يبحث فيه العلاقات اللغوية؟
ج: لأنَّ الدّليل الشرعيّ اللفظيّ يتمثل في ألفاظ عربيّة , أي إنَّه جاء بصيغة ألفاظ , وهذه الألفاظ يحكمها نظام اللغة العربيّة , فناسب ذلك أنْ يبحث في مستهل الكلام عن العلاقات اللغوية بين الألفاظ والمعاني ، وصنّف اللغة بالصورة التي تساعده على ممارسة الدّليل اللفظيّ والتمييز بين درجات الظهور اللفظيّ .
- ما المراد من الظهور اللفظيّ؟ وما اهميته ؟
ج: الظهور لغة: هو البروز والبيان، وظهر الشيء إذا برز وبان , وأَظْهَرْتُ الشيء بَيَّنْته , والظُّهور بُدُوّ الشيء الخفيّ ([1]). اصطلاحاً : هو دلالة اللفظ على أحد المعاني المحتملة أكثر من غيرها , على نحو أنَّ الذهن لا ينتقل إلى تلك المعاني الأخرى , ويمكن أنْ تقول: هو تعين اللفظ في أقوى معانيه وأقربها.
([1]) ظ : ابن منظور: لسان العرب . مادة (ظهر) ,الناشر : نشر أدب الحوزة ج4, ص 527.