من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
ربّ عالم قد قتله جهله، و علمه معه لم ينفعه (1) -. [1]
قال ابن أبي الحديد: قد وقع مثل هذا كثيرا، كما جرى لعبد اللّه بن المقفّع، و فضله مشهور، و حكمته أشهر من أن تذكر.
ثمّ ذكر كيفيّة قتله و مجمله أنّه كان كاتبا لعيسى و سليمان ابني عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس، و كتب لعبد اللّه بن عليّ عمّ المنصور كتاب أمان ليعرض على المنصور، و يوجد فيه خطّه، فكان من جملته:
و متى غدر أمير المؤمنين بعمّه عبد اللّه، أو أبطن غير ما أظهر، أو تأوّل في شيء من شروط هذا الأمان فنساؤه طوالق، و دوابّه حبس، و عبيده و إماؤه أحرار، و المسلمون في حلّ من بيعته.
فاشتدّ ذلك على المنصور، فكتب إلى عامله بالبصرة سفيان بن معاوية يأمره بقتله.
و كيفيّة قتله أنّه كان سفيان عليه ساخطا لأنّه قال يوما له: يا بن المغتلمة!فدخل ابن المقفّع يوما على سفيان، و عنده غلمانه و تنّور نار يسجر، فقال له سفيان: أتذكر يوما قلت لي كذا و كذا!أمي مغتلمة، إن لم أقتلك قتلة لم يقتل بها أحد، ثمّ قطع أعضاءه عضوا عضوا، و ألقاها [في النار]و هو ينظر إليها، حتّى أتى على جميع جسده، ثمّ أطبق التنورعليه…. [1]
[1] في نهج البلاغة، الحكمة 107: لا ينفعه.
[1] شرح ابن أبي الحديد 18-269-270.