سلسلة دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب –104

دروس في علم الاصول الحلقة الثانية في سؤال وجواب

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • ما جواب المشهور على الإشكال الذي طرح على التبادر؟

ج: ردَّ هذا الاعتراض بطريقتين:

الأولى : صحيح أنَّ التبادر يتوقف على العلم بالوضع ولكن لا مطلق العلم([1]), وإنَّما المراد منه هو العلم الارتكازي بالمعنى (وهو العلم المترسخ في النفس الذي يلتئم مع الغفلة عنه فعلا), وإنْ تصور الإشكال إنَّما يكون إذا كان العلم الفعليّ (العلم التفصيليّ) المتقوم بالالتفات , فإذا كان معنى العلم هو الارتكازي فلا دور .

الثانية : إنَّ افتراض كون التبادر عند العالم بالوضع علامة على الحقيقة عند الجاهل لا دور فيه أيضاً .

  • ما جواب السيد الصدر + على الإشكال الذي طرح على التبادر؟

ج: إنَّ الاعتراض بالدور لا محل له أساساً ؛ لأنَّهُ مبنيُ على افتراض أنَّ انتقال الذهن إلى المعنى من اللفظ فرع العلم بالوضع مع أنَّهُ فرع نفس الوضع أي وجود عمليّة القرن الأكيد بين تصور اللفظ وتصور المعنى في ذهن الشخص ، فالطفل الرضيع الذي اقترنت عنده كلمة (ماما) برؤية أمه يكفي نفس هذا الاقتران الأكيد ليتصور أمه عندما يسمع كلمة (ماما) مع أنَّهُ ليس عالماً بالوضع إذ لا يعرف معنى الوضع .

فالتبادر إذاً يتوقف على وجود عمليّة القرن الأكيد بين التصورين في ذهن الشخص ، والمطلوب من التبادر تحصيل العلم بالوضع أي العلم بذلك القرن الأكيد فلا دور .


([1]) العلم بالوضع رتبتان: الأولى: العلم الارتكازي: وهو العلم المغفول عنه وغير الملتفت إليه أي هو العلم الراسخ في النفس الذي يجتمع مع الغفلة ولا يلتفت إليه إلّا بمؤونة وتنبيه. الثانية: العلم الفعلي التفصيلي. ظ:الدروس شرح الحلقة الثانية 1: 301. ومحاضرات في علم الاصول 1: 148.