
من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
تحويل المجاز إلى حقيقة
- ما المقصود من تحويل المجاز إلى حقيقة ؟
ج: إنَّ المجاز نوعان :
الأول: المجاز اللفظيّ : هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له , كاستعمال كلمة (أسد) الموضوعة للحيوان المفترس في الرجل الشجاع , فإنَّ التجوز حصل في اللفظ , وهذا هو معنى المجاز المشهور.
الثاني: المجاز العقليّ : هو استعمال اللفظ في ما وضع له , مع تصرف في معنى ما , وعده من مصاديقه , كاعتبار زيد فرداً من أفراد الأسد ادعاءً , مع استعمال لفظ الأسد في المفهوم نفسه , وهذه النظريّة منسوبة إلى السكاكي([1]), يقول السيد الصدر +: (بأنْ يحتال لتحويله إلى استعمال حقيقي بأنْ يستعمله في الحيوان المفترس , ويطبقه على الرجل الشجاع ، بافتراض أنَّ الرجلَ مصداق للحيوان المفترس ، إذ بالإمكان أنْ يفترض غير المصداق مصداقاً بالاعتبار والعناية ، ففي هذه الحالة لا يوجد تجوز في الكلمة ؛ لأنَّها استعملت فيما وضعت له ، وإنَّما العناية في تطبيق مدلولها على غير مصداقه فهو مجاز عقليّ لا لفظيّ) .
وبعد أنْ عرفنا هذا فإنَّ المجاز الذي يتحول إلى حقيقة هو المجاز العقليّ , ولا يكون في اللغة أي مجازيّة , وتكون الاستعمالات كلها حقيقة.
- ما الفارق بين المجاز اللفظيّ والمجاز العقليّ ؟
ج: المجاز اللفظيّ يستعمل اللفظ في غير ما وضع له ، كاستعمال لفظة ( الأسد) في الرجل الشجاع ، تقول: جاء الأسد باسماً. وأمَّا في المجاز العقليّ فإنَّنَا نأتي بلفظة ( الأسد)، الموضوعة للحيوان المفترس ولا نتصرف بها , ونجعل الرجل الشجاع مصداقاً من مصاديق الأسد بالاعتبار العقليّ والتنزيل، فيكون زيد أسداً بالاعتبار العقليّ والتنزيل ، ويكون للأسد معنيان ومصداقان هما : الحيوان المفترس ، والرجل الشجاع.
([1]) أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد الخوارزمي المعتزلي الحنفي الملقب سراج الدين السكاكيني صاحب كتاب مفتاح العلوم توفى سنة 626 .