من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
عجبت للبخيل يستعجل الفقر الّذي منه هرب، و يفوته الغنى الّذي إيّاه طلب، فيعيش في الدّنيا عيش الفقراء، و يحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، و عجبت للمتكبّر الّذي كان بالأمس نطفة، و يكون غدا جيفة، و عجبت لمن شكّ في اللّه، و هو يرى خلق اللّه، و عجبت لمن نسي الموت، و هو يرى من يموت [3] ، و عجبت لمن أنكر النّشأة الأخرى، و هو يرى النّشأة الأولى، و عجبت لعامر دار الفناء و تارك دار البقاء (2) -. [4]
تعجّب عليه السلام من ستّة هم محلّ العجب، و الغرض التنفير عن رذائلهم.
قيل: الرزق الواسع لمن لا يستمتع به بمنزلة الطعام الموضوع على قبر. [5]
و رأى حكيم رجلا مثريا يأكل خبزا و ملحا، فقال: لم تفعل هذا؟
[1] سورة الأنفال (8) -33.
[2] نهج البلاغة، ص 483.
[3] في النهج: و هو يرى الموتى.
[4] نهج البلاغة، الحكمة 126.
[5] شرح ابن أبي الحديد 18-315.