من خطب الامام علي (ع)- خطبة25

نهج البلاغة

المصدر: خطب الإمام علي ( ع ) ( تحقيق صالح )

https://ablibrary.net/#/reading/booklist/3556/33

ومن خطبة له ( ع ) وقد تواترت عليه الأخبار – باستيلاء أصحاب معاوية على البلاد وقدم عليه عاملاه على اليمن وهما عبيد الله بن عباس وسعيد بن نمران لما غلب عليهما بسر بن أبي أرطاة فقام ( ع ) على المنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد ومخالفتهم له في الرأي فقال
مَا هِيَ إِلَّا الْكُوفَةُ أَقْبِضُهَا وأَبْسُطُهَا – إِنْ لَمْ تَكُونِي إِلَّا أَنْتِ تَهُبُّ أَعَاصِيرُكِ فَقَبَّحَكِ اللَّه -وتَمَثَّلَ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ –
لَعَمْرُ أَبِيكَ الْخَيْرِ يَا عَمْرُو إِنَّنِي
عَلَى وَضَرٍ مِنْ ذَا الإِنَاءِ قَلِيلِ
ثُمَّ قَالَ ( ع ) أُنْبِئْتُ بُسْراً قَدِ اطَّلَعَ الْيَمَنَ – وإِنِّي واللَّه لأَظُنُّ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ – بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ وتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ – وبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فِي الْحَقِّ وطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فِي الْبَاطِلِ – وبِأَدَائِهِمُ الأَمَانَةَ إِلَى صَاحِبِهِمْ وخِيَانَتِكُمْ – وبِصَلَاحِهِمْ فِي بِلَادِهِمْ وفَسَادِكُمْ – فَلَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَعْبٍ – لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلَاقَتِه – اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ ومَلُّونِي وسَئِمْتُهُمْ وسَئِمُونِي – فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وأَبْدِلْهُمْ بِي شَرّاً مِنِّي – اللَّهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا يُمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ – أَمَا واللَّه لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُمْ أَلْفَ فَارِسٍ – مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ –
هُنَالِكَ لَوْ دَعَوْتَ أَتَاكَ مِنْهُمْ
فَوَارِسُ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الْحَمِيمِ

ثُمَّ نَزَلَ ( ع ) مِنَ الْمِنْبَرِ قال السيد الشريف – أقول الأرمية جمع رميّ وهو السحاب – والحميم هاهنا وقت الصيف – وإنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر – لأنه أشد جفولا وأسرع خفوفا لأنه لا ماء فيه – وإنما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء – وذلك لا يكون في الأكثر إلا زمان الشتاء – وإنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا – والإغاثة إذا استغيثوا – والدليل على ذلك قوله
هنالك لو دعوت أتاك منهم . . .