أ.م . د بشرى حنون محسن / كلية العلوم الاسلامية – جامعة كربلاء
قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ـ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
ايه يا رسول الله يا صاحب القلب الكبير ايها الحبيب يامن كنت تعيش آلام الناس من حولك وقلبك يعتصر الما وينزف دما، يا من حرصت على النَّاس أكثر مما حرصت على نفسك. يامن كان الحزن والكمد يملأ قلبك على الفقراء واليتامى , ويثقل عليك ويؤلمك رؤيتهم وهم يواجهون مشقة الحياة ـ
لم نعرف عنك يا نبي الرحمة والهدى(صلوات الله عليك وعلى الك وسلم) أي حقد أو كراهية لاحد ، فقد أحببّتُ الناس جميعاً؛ أحبّبت المؤمنين بك لتتحرَّك معهم في الدعوة إلى الله والعمل في سبيله، وأحبُّبت الذين لا يؤمنون بك حتى تهديهم بالمحبّة، واللين الى دين الله بقلبك الكبير الذي اتَّسع لكلِّ الناس، عدوهم والصديق, وعانيت ما عانيت منهم فعندما كانوا يُسيئون إليك ،ويشتمونك، كان ردك عليهم بكلّ تلك المحبَّة والرحمة التي عرفت عنك: “اللّهمّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”، “اللّهمّ اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”، وقد اشار الله الى ذلك بقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}. يا محمد يا نبي الرحمة ايها القلب الطاهر الرقيق قابلت الكره بالمحبة , والاساءة بالتسامح , دعوت الى دين الله وانت تعاني من ظلم الناس تحملت ما تحملت من المقاطعة والهجرة ,وفقدان الاحبة وقلة الانصار, ورغم ذلك لم تتراجع ولم تضعف وحاربت الشيطان بأشكاله ووجوهه المختلفة كل هذا وانت محتسب صابر , ولكن القوم أبوا الا أن يؤلموك ويقطعوا رحمك آذوك في بضعتك الزهراء (عليها السلام) وقتلوا وصيك (عليه السلام) في المحراب وقتلوا ولديك الحسن والحسين(عليهما السلام),وتربصوا بأولادهم واحفادهم وذراريهم ,قتلا وتشريدا والناس ماضون لا ناصر ولا معين الا الخلص والصفوة ,فيا وجعك الذي لا ينتهي قابلتهم بالحب وقابلوك بالكراهية ,قابلتهم بالسلام وقابلوك بالحرب, يا نبي الهدى اما آن الاوان لينتهي وجعك وتصفو الدنيا ويظهر غائبكم اما آن الاوان .