صدر للتدريسية في كلية العلوم الاسلامية – جامعة كربلاء الاستاذ المساعد الدكتور نورس إبراهيم عبد الهادي كتاباً حمل عنوان (محاكاة الأنماط في العصر العباسي – الأهداف والوسائل)
يرتكز هذا الكتاب في المجمل على فن التمثيل عند العرب القدامى ، واشار الكتاب الى ان المسرح العربي في بداياته الأولى كان مسرحا شعبيا أبطاله من طبقة وضيعة تمارس عملها في الساحات العامة من غير اضواء ولا خشبة يعلوها الممثل ولا تقسيم الحضور الى ممثلين ومشاهدين ، وربما شعبية هذا الفن كانت أحد أسباب غياب كثير من معالم هذا الفن في التراث العربي .
وتطرق الكتاب الى انواع المحاكاة في العصر العباسي منها ما هو فردي ، وجمعي ، وانماط . ، فضلا عن تسليط الضوء على محاكاة الأنماط في العصر العباسي التي نقلها الجاحظ لنا نقلا دقيقا ، فحاكية الجاحظ لا يحاكي الخصائص الفردية للجماعات التي يحاكيها سواء أكانت لغات أم هيآت إنسية وحيوانية ، فهو عندما يحاكي حركات الأعمى مثلا في وجهه وعينه وأعضائه ، فهو لا يستقصي حركات أعمى واحد ، بل يجمع كل ما هو متفرق من حركات العميان في شخصية الحاكية . وإذا ما حكي نهيق الحمار ، فهو يجمع جميع النغم التي تناسب نهيق الحمار فيجعلها في نهيق حمار واحد .
واشارت الباحثة بأن فن الحاكية يقوم على اختيار (أنموذج نمطي ) من كل فئة أو جماعة من الناس والحيوانات قد يرغب في محاكاتها ؛ ليعكس من خلالها الملامح العامة لهم ، أي ان الحاكية لا يحتفظ إلا بالسمات النمطية التي لا تجتمع عند أي فرد . وقد تشكلت (الرسالة البغدادية) لأبي حيان التوحيدي على مفهوم النمط بشكل أساسي ، فضلا عن مقامات الهمذاني فقد جمع البطل فيها ما تفرق من أصناف المكدين وألفاظهم وسلوكهم في شخصية واحدة هي أبي الفتح الاسكندري.