من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
أعجز النّاس من عجز عن اكتساب الإخوان، و أعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم .
روي أنّ النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-بكى لمّا قتل جعفر بمؤتة، و قال: المرء كثير بأخيه.
و كان أبو أيّوب السجستانيّ يقول: إذا بلغني موت أخ لي، فكأنّما سقط عضو منّي.
قال الشاعر:
أخاك أخاك[إنّ]من لا أخا له # كساع إلى الهيجا بغير سلاح
و إنّ ابن عمّ المرء فاعلم جناحه # و هل ينهض البازي بغير جناح
إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه.
روي أنّ مصعب بن الزبير لمّا وليّ العراق عرض الناس ليدفع إليهم أرزاقهم، فنادى مناديه: أين عمرو بن جرموز-و هو الّذي قتل أباه الزبير-؟فقيل له: أيّها الأمير، إنّه أبعد في الأرض، قال: أ و ظنّ الأحمق أنّي أقتله بأبي عبد اللّه!قولوا له: فليظهر آمنا، و ليأخذ عطاه مسلّما.