معجم مصطلحات الفقه والفاظه ـ 3

معجم مصطلحات الفقه والفاظه ـ 3

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي

الإباحة العقلية : هي الإباحة المستفادة من العقل, مثل حكمه بإباحة شرب الماء مع غض النظر عن ورود الإباحة الشرعية ، أو حكمه بإباحة أكل مال الغير للمضطر – بمقدار رفع الاضطرار ومع ضمان القيمة – مع قطع النظر عن الحكم الشرعي وأمثال ذلك .

إباحة العين : (هي الإباحة المتعلقة بالأعيان مقابل تعلقها بالمنافع والانتفاعات ، فالعين بما هي هي تتعلق بها الإباحة, كإباحة صاحب الدار الطعام للضيف ، فيجوز التصرف فيه حتى التصرفات المنتهية إلى انتفاء العين ، كالمثال المتقدم ، أو حتى التصرفات المتوقفة على الملك كالإباحة الحاصلة بالمعاطاة بناء على عدم حصول الملك بها ، وبناء على جواز التصرفات المتوقفة على الملك في العوضين في المعاطاة كما هو رأي صاحب الجواهر([1])، لا الشيخ ومن تابعه) ([2]).

إباحة الفضاء : المقصود به هو الحيز أو الفراغ الذي يشغله الإنسان عادة عند اداء التكليف, فالوضوء يحتاج الى مجموعة من الحركات لإنجازه كغسل الوجه واليدين , وهنا اشترط اغلب الفقهاء ان يكون هذا الحيز أو الفضاء مباحا أي ليس مغصوب ([3]) .

الإباحة المالكية : هي الإباحة المستفادة من إذن المالك ، مثل إباحة أكل الطعام للضيف ، وتناول ما ينثر في الأعراس للحاضرين ، وإباحة التصرف في العارية ، وإباحة التصرف في العوضين في المعاطاة ، على القول بإفادتها لذلك ، لا للملك ، كما قال الشيخ : ( مع أن التأمل في كلامهم – أي في المعاطاة – يعطي إرادة الإباحة المالكية لا الشرعية )([4]) . فهذه وأمثالها إباحات مالكية يدور وجودها وعدمها مدار إذن المالك ورضاه . هذا ، وقد يراد معنى آخر من الإباحة المالكية ، وهو استناد الإباحة إلى الملكية بمعنى أن كل مالك يباح له التصرف في ملكه بأنواع التصرفات ، فهذا الجواز للتصرف مستند إلى ملكية المالك ، فيطلق عليه ( الإباحة المالكية ) .

الإباحة المجانية : هي التي لا يكون في قبالها عوض ، مثل أغلب الإباحات الشرعية ، كإباحة حيازة المباحات ، والأكل من البيوت التي وردت في قوله تعالى: }لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{([5])، وأكل الثمار للمارة وأمثال ذلك ، ومثل بعض الإباحات المالكية, كإباحة ما ينثر في الأعراس وإباحة أكل الطعام للضيف وأمثال ذلك([6]).

الإباحة المحضة ( المجردة) : وهي تطلق على معنيين : أحدهما : مجرّد الإباحة في قبال الإباحة العقدية . والاخرى : على خصوص الإباحة الشرعية التعبّدية – بالمعنى الأخص – التي تعدّ حكماً شرعياً يترتب على موضوعه ولا ربط لها برضا المالك ، في قبال الإباحة الشرعية التي تترتب في طول رضا المالك أو في قبال الإباحة الانشائية التي تكون مقصودة للمالك([7]).


([1]) الجواهري : محمد حسن النجفي: جواهر الكلام 22 : 225 .

([2]) الانصاري : محمد علي: الموسوعة الفقهية 1: 447.

([3]) الانصاري : مرتضى: المكاسب 3: 34.

([4]) الانصاري : مرتضى: المكاسب 3: 34.

([5]) سورة النور: 61.

([6]) الانصاري : محمد علي: الموسوعة الفقهية 1: 446.

([7]) الانصاري : محمد علي: الموسوعة الفقهية 1: 146.