من كتاب حرمة القرآن – 15

حرمة القرآن - 15

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي

نزول القرآن الكريم زمانا ومكانا

تفسير القمي: قَالَ‏: وَ سُئِلَ الصَّادِقُ (عليه السّلام) عَنْ‏ {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏} البقرة (185), كَيْفَ كَانَ، وَ إِنَّمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي طُولِ عِشْرِينَ‏ سَنَةً ؟

فَقَالَ (عليه السّلام): إِنَّهُ نَزَلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ مِنَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ إِلَى النَّبِيِّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  فِي طُولِ عِشْرِينَ‏ سَنَة[1].

الكافي : عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ‏, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ, عَنْ دَاوُدَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏} البقرة (185), وَ إِنَّمَا أُنْزِلَ فِي‏ عِشْرِينَ‏ سَنَةً بَيْنَ أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ؟

 فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام): نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً ثُمَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ أُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ أُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِيَةَ عَشَرَ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ[2].

بحار الأنوار : أَقُولُ فِي خَبَرِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الَّذِي مَضَى بِطُولِهِ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ أَنَّهُ قَالَ الصَّادِقُ (عليه السّلام):‏ يَا مُفَضَّلُ‏ إِنَ‏ الْقُرْآنَ‏ نَزَلَ فِي ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ سَنَةً وَ اللهُ يَقُولُ‏ {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏}البقرة(185), وَ قَالَ‏ {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}الدخان(3-5), وَ قَالَ‏ {لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ‏}الفرقان(32).

 قَالَ الْمُفَضَّلُ: يَا مَوْلَايَ فَهَذَا تَنْزِيلُهُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ, وَ كَيْفَ ظَهَرَ الْوَحْيُ فِي ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ سَنَةً؟

 قَالَ (عليه السّلام): نَعَمْ يَا مُفَضَّلُ أَعْطَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ كَانَ لَا يُبَلِّغُهُ إِلَّا فِي وَقْتِ اسْتِحْقَاقِ الْخِطَابِ وَ لَا يُؤَدِّيهِ إِلَّا فِي وَقْتٍ أَمَرَ وَ نَهَى, فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْوَحْيِ فَبَلَّغَ مَا يُؤْمَرُ بِهِ وَ قَوْلُهُ‏ {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‏}القيامة(18).

 فَقَالَ الْمُفَضَّلُ: أَشْهَدُ أَنَّكُمْ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلِمْتُمْ وَ بِقُدْرَتِهِ قَدَرْتُمْ وَ بِحُكْمِهِ نَطَقْتُمْ وَ بِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ[3]‏.


[1] تفسير القمي، ج‏1، ص: 66.

[2] الكافي (ط – الإسلامية)، ج‏2، ص: 629ح6.

[3] بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج‏89، ص: 38.