من كتاب حرمة القرآن الكريم – 84 

حرمة القرآن - 84

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي

استحباب الدعاء عند التلاوة وعند ختم القرآن الكريم

مكارم الأخلاق: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ حِينَ يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ: اللهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كِتَابُكَ الْمُنْزَلُ مِنْ عِنْدِكَ عَلَى رَسُولِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , وَ كَلَامُكَ النَّاطِقُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ جَعَلْتَهُ‏ هَادِياً مِنْكَ‏ إِلَى خَلْقِكَ وَ حَبْلًا مُتَّصِلًا فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عِبَادِكَ اللهُمَّ إِنِّي نَشَرْتُ عَهْدَكَ وَ كِتَابَكَ اللهُمَّ فَاجْعَلْ نَظَرِي فِيهِ عِبَادَةً وَ قِرَاءَتِي فِيهِ فِكْراً وَ فِكْرِي فِيهِ اعْتِبَاراً وَ اجْعَلْنِي مِمَّنِ اتَّعَظَ بِبَيَانِ مَوَاعِظِكَ فِيهِ وَ اجْتَنَبَ مَعَاصِيَكَ وَ لَا تَطْبَعْ عِنْدَ قِرَاءَتِي عَلَى قَلْبِي وَ لَا عَلَى سَمْعِي وَ لَا تَجْعَلْ عَلَى بَصَرِي غِشَاوَةً وَ لَا تَجْعَلْ قِرَاءَتِي قِرَاءَةً لَا تَدَبُّرَ فِيهَا بَلِ اجْعَلْنِي أَتَدَبَّرُ آيَاتِهِ وَ أَحْكَامَهُ آخِذاً بِشَرَائِعِ دِينِكَ وَ لَا تَجْعَلْ نَظَرِي فِيهِ غَفْلَةً وَ لَا قِرَاءَتِي هَذَراً إِنَّكَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ[1].

مكارم الأخلاق:عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام) قَالَ: حَبِيبِي رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَ بِهِنَّ عِنْدَ خَتْمِ الْقُرْآنِ: اللهُمَ‏ إِنِّي‏ أَسْأَلُكَ‏ إِخْبَاتَ‏ الْمُخْبِتِينَ‏, وَ إِخْلَاصَ الْمُوقِنِينَ, وَ مُرَافَقَةَ الْأَبْرَارِ, وَ اسْتِحْقَاقَ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ, وَ الْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ, وَ السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ, وَ وُجُوبَ رَحْمَتِكَ, وَ عَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ, وَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ, وَ النَّجَاةَ مِنَ النَّارِ[2].

بحار الأنوار: عَنْ مِصْبَاحِ الْأَنْوَارِ لِلشَّيْخِ هَاشِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ, عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ, عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِي, عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِي الْحَمَّامِيِّ, عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي‏  هِلَالٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيِّ, عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي صَمْصَامَةَ, عَنْ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ, عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ‏, عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْكُوفَةِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام), قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُ الْحَوَامِيمَ , قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام): قَدْ بَلَغْتَ عَرَائِسَ الْقُرْآنِ, فَلَمَّا بَلَغْتُ رَأْسَ الْعِشْرِينَ مِنْ حمعسق‏ {وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}الشورى(22) , بَكَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام) حَتَّى عَلَا نَحِيبُهُ, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ, وَ قَالَ: يَا زِرُّ أَمِّنْ عَلَى دُعَائِي, ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِخْبَاتَ‏ الْمُخْبِتِينَ, وَ إِخْلَاصَ الْمُوقِنِينَ ,وَ مُرَافَقَةَ الْأَبْرَارِ, وَ اسْتِحْقَاقَ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ وَ الْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ , وَ السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ, وَ وُجُوبَ رَحْمَتِكَ, وَ عَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ, وَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ, وَ النَّجَاةَ مِنَ النَّارِ, ثُمَّ قَالَ: إِذَا خَتَمْتَ فَادْعُ بِهَذِهِ؛ فَإِنَّ حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَ بِهِنَّ عِنْدَ خَتْمِ الْقُرْآنِ[3].


[1] مكارم الأخلاق ؛ ص343.

[2] مكارم الأخلاق ؛ ص342.

[3] بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج‏89، ص: 206.